فداء عيتاني
لقوى 14 آذار عادات غريبة، إن لم تكن مذهلة. فعلى سبيل المثال لا الحصر، تحمل هذه القوى، منفردة ومجتمعة، على المقاومة لتفرّدها بقرار الحرب والسلم، ولخوضها معارك مع العدو الإسرائيلي، لا نستطيع، نحن المواطنين اللبنانيين أوّلاً، تحمّل نتائجها وتبعاتها، ولا طاقة للدولة اللبنانية على ما تستدرجه هذه المعارك من دمار وضغوط دولية. لكن قوى 14 آذار فخورة جداً بنفسها وهي تخوض مواجهة مع قتلة مجهولين، يوقعون في صفوفها القتلى والشهداء الأموات منهم والأحياء، ويوقعون من المواطنين الجرحى والقتلى أيضاً، وكلهم شهداء الاستقلال الذي كان لا بد من تكراره مرة ثانية بعد عام 1943. تفرّدت قوى 14 آذار بقرار السلم والحرب، وشنّت حملة شعواء للوصول إلى الاستقلال، والسيادة ورفيقتهما الحرية، وصارت العبوات تتنقّل بين المناطق اللبنانية، وتورطت القوى الأمنية بما لا طاقة لها على تدبّر نتائجه، ولا على معرفة منفذيه. وإذا كان المأخذ على المقاومة هو مقارعة إسرائيل المتفوّقة، فإن 14 آذار أظهرت دمشق بقدرة أسطورية ترعب حتى الولايات المتحدة. وللقوى هذه عادات أشدّ غرابة بعد.