صدمة غير متوقـّّعة رآها النائب السابق بهاء الدين عيتاني في ما حدث خلال الأيام الماضية «عندما حوّل البعض» ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري «إلى خطابات تحريضية وندوات حرب وتهديدات بحرق الأخضر واليابس وإطلاق مواكب استفزازية وتَّرت الأجواء ورفعت من احتمالات الصدام، وهذا لا ينطبق وسيرة صاحب الذكرى وتاريخه». ودعا القادة السياسيين «إلى خطاب بعيد عن التوتر والتشنج التحريضي، رفقاً بهذا الوطن الجريح».

أوّل شرط للتوازن

هو اتزان الباحث عنه، في رأي الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية في إقليم الخروب، التي انتقدت محاولات البعض اختزال مناسبة 14 شباط «وتحويلها إلى منصة تنال من وحدة اللبنانيين»، مشيرة إلى أن «آخر ما صدر من تصريحات واستعراضات» يعبّر «عن الارتباك العميق عند أبطالها». وتساءلت: «هل حرق الأبيض والأخضر واليابس ينسجم مع ثقافة الحياة، وهل يجوز أن تكون لغة الحرب مبرراً للتعبئة؟».

مَن يخاف السلام والوفاق

بحسب رئيس هيئة علماء جبل عامل الشيخ عفيف النابلسي، هو من يريد الحرب والفتنة. ولاحظ أننا «بتنا في أجواء شعوذة سياسية»، قائلاً: «لا أدري أي بطولة وأي فخار في الحرب. ومغبون من يهلل ويصفق للمهووسين بالحرب». وناشد «أتباع الزعامات والفخامات والقيادات، أن يرفعوا غشاوة القلوب والعيون، وأن لا ينساقوا إلا إلى الوحدة والسلام، ولا يندفعوا إلا باتجاه ما يحقق المحبة والألفة بين اللبنانيين».

هو نار الفتنة

بذلك وصف نائب رئيس جبهة العمل الإسلامي الشيخ عبد الناصر جبري، إطلاق النار الذي شهده عدد من المناطق، مشيراً إلى أن الهدف منه «نشر الفوضى المطلوبة أميركياً». واتهم «فريق السلطة» بأنه «يخطط لما ينوي القيام به ولا يتصرف عن غير قصد، وما شاهدناه كان مقصوداً ومدبراً بهدف العودة بالبلد إلى الحرب الأهلية»، وقال: «إن المعارضة ستبقى واعية، ولن تنزلق إلى ما يريده هؤلاء للبنان عبر اتباعهم الإملاءات والأوامر الأميركية التي لا تريد سوى الحرب الأهلية».

غرفة عمليات لفبركة الفتن

حدّدتها رابطة الشغيلة بـ«السفارة الأميركية»، مشيرة إلى أنها المكان الذي تُدَبّر فيه «الفتنة الكبرى»، وأن «أقطاب 14 شباط يدفعون الأموال ويستخدمون الإعلام من أجل أخذ البلاد إلى حيث يريد أسيادهم الأميركيون والصهاينة وعرب الاعتدال المشبوه». وقالت إن «الثلاثي جنبلاط ـــــ جعجع ـــــ الحريري، يتبارون هذه الأيام في الترويج مجدداً للغة الحرب، والتهديد والوعيد بها»، ورأت أن ذلك يكشف «عن هوية الطرف الذي يرفض الحلول، ويعطل المبادرات ويقرع طبول الحرب ويشحن المناخات والأجواء والنفوس بالمواقف المسمومة».

ساعة النصر دقّت

في نظر حزب الكتلة الوطنية، الذي رأى أيضاً أن «هذه السنة مفصلية في تاريخ الوطن»، وحضّ على المشاركة الكثيفة في مهرجان ساحة الشهداء «لنثبت للعالم أجمع أننا متعلقون بديموقراطيتنا وحريتنا وسيادتنا مهما كان الثمن، وأن بناء الأوطان لا يكون بالخوف والتردد، بل بالشجاعة والإقدام»، مشيراً إلى «أن عدم الخوف من أي تهديد أو وعيد أو من أي سلاح هو الحل الأمثل للعيش في مناخ حر وديموقراطي. فالتردد خوفاً من التهديدات بداية النهاية لكل ديموقراطية».

لا مخرج للأزمة المتفاقمة

إلا بطبقة سياسية جديدة تعتمد منطق العقل وثقافة الحوار... خلاصة توصل إليها الوزير السابق جوزف الهاشم، بعدما رأى أن زعماء البلد أصبحوا «سبباً من أسباب المشكلة بدل أن يكونوا وسيلة من وسائل الحل، وأن مصير البلاد أصبح أسير المصالح الخارجية ومراهناتها»، وأن «التكتلات السياسية قد تحولت إلى متاريس صاخبة شوهت صورة لبنان الثقافي والحضاري، وتحولت الخصومة بينها إلى حال عداء بات يصعب معها الالتقاء والاتفاق».