صور ــ آمال خليل
نظراً لباعهم الطويل مع الهزات العسكرية الإسرائيلية التي تزلزل الأرض من حولهم وتدمّر بيوتهم على رؤوسهم، فإن أول ما تبادر إلى أذهان سكان مدينة صور والقرى المحيطة لدى شعورهم بالهزة الأرضية التي ضربت السواحل اللبنانية، خصوصاً الجنوبية، في الواحدة والدقيقة السابعة والأربعين من فجر الثلاثاء، أنها بداية حرب جديدة، وهو ما دفعهم مباشرة إلى ترك منازلهم والاحتماء بالعراء أو عند مداخل الأبنية ريثما يتبينون حقيقة ما جرى.
وبعد ليلة عاشها الجنوبيون كأنها كابوس، طلع الضوء عليهم ليفاجأوا بحجم الهزة الأرضية التي أدت إلى تصدع بعض المنازل. وقد أمضى السكان نهارهم وهم في ذهول وخوف من هزات ارتدادية فيما لم يتوان البعض عن التهويل بحدوث موجات تسونامي.
وأكثر ما كان لافتاً، حركة النزوح المحدودة لبعض سكان صور باتجاه القرى المحيطة لأن أن آثار الهزة قد تكون أسوأ على الأبنية العالية.
فقد ضربت الهزة التي قدرت قوتها بـ 4,2 درجات على مقياس ريختر، قرى قضاء صور واستمرت ثواني معدودة محدثة صوتاً وهديراً وارتجاجاً في المنازل، الأمر الذي أدى إلى إثارة موجة من الذعر.
وفي بنت جبيل شعر أهالي المنطقة بالهزة التي ارتجّت بفعلها المنازل ومحتوياتها. وارتفعت من المآذن أصوات الأذان لإقامة صلاة الآيات في عدد من القرى.
كذلك سجل في بلدة صريفا في قضاء صور تصدع في أحد جدران منزل خضر محمد نزال حيث ظهرت تشققات، وسجّل سقوط جدار في الطابق الثاني في واجهة منزل موسى نزال، وتحطم عدد من زجاج المنازل.
وأصدر مدير المركز الوطني للجيوفيزياء التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية في بحنس اسكندر سرسق بياناً أوضح فيه أن الهزة الأرضية التي ضربت منطقة صور مصدرها يبعد عن بحنس 80 كلم وإحداثياتها شرقاً 35,27 وشمالًا 33,25، والمنطقة تبعد 6 كلم شرقي مدينة صور، والعمق 3 كلم.
وأوضح رئيس المجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور معين حمزة «أن مركز الهزة يقع على فالق زلازل نشط». وأضاف أن «الهزة استمرت بضع ثوان وفق تقاطع المعطيات في أربع محطات رصد في لبنان منها واحدة قريبة جداً من مركز الهزة التي لم تسجل أي ارتدادات».
وتعود آخر هزة مشابهة ضربت لبنان إلى عام 2001 عندما بلغت قوتها 4.2 درجات وكان مركزها في شمسطار. وذكر حمزة بأن لبنان يقع «على شبكة من الفوالق الزلزالية التي لها امتداداتها» في إسرائيل وسوريا.
وفي وقت سابق أفاد المعهد الجيوفيزيائي الوطني الإسرائيلي بأن هزة أرضية بلغت قوتها 4.1 درجات ضربت الثلاثاء إسرائيل من دون أن تلحق أي إصابات أو أضرار. وشعر بالهزة سكان المستوطنات الشمالية خصوصاً. وأوضح المصدر ذاته أن مركز الهزة حدد في جنوب لبنان.