باريس ـ بسّام الطيارة
تحاول الدبلوماسية الفرنسية بكل قواها إمرار رسالتين تتعلقان بالملف اللبناني وسبل الخروج من الأزمة. خلاصة الرسالة الأولى مفادها أنّ فرنسا تتمنى أن تكون مفيدة، «وبالتالي هي تدعم المبادرة العربية ما دام عمرو موسى يقول إن هناك أملاً». وبما أن الموعد الجديد هو 16 شباط الجاري، فإن المسؤولين الفرنسيين يؤكدون أن باريس سوف تنتظر هذا التاريخ قبل أن تلتفت إلى ما يمكن فعله.
أما فحوى الرسالة الثانية فهي أن دعم الدبلوماسية الفرنسية للمبادرة العربية لا يعني أنها محشورة، لكن هذا الدعم هو على أساس تقارب المبادرة من خطة كوشنير، و«إن كانت قد غلّفت برداء النقاط الثلاث»، مشيرةً إلى أنّ المشكلة الأساس هي توزيع الحقائب الوزارية.
ينفي جميع المسؤولين الفرنسيين وجود خطة بديلة في الـ«كي دورسيه»، رغم معرفتهم بأن «قليلين يمكن أن يقتنعوا بهذا النفي الدبلوماسي».
وعن خطّة تحرّك الفرنسيّين، رفضت مصادر فرنسية مسؤولة تأكيد أي صيغة لشكل التحرّك الفرنسي الجديد، إن بإعداد مؤتمر سان كلو ـــــ2 أو مؤتمر إقليمي يتناول الملف اللبناني وتشارك فيه كل القوى الفاعلة على الساحة اللبنانية.
ويعترف مسؤول فرنسي كبير بأن البعثات اللبنانية التي تتوافد على وزارة الخارجية أو الإليزيه «تحمل الكثير من العروض لحلحلة الوضع»، مؤكداً أنّ بعض الزوار تطفو أسماؤهم على سطح الترشيحات الجديدة.
ورغم تأكيد المصادر الفرنسية «عدم وجود أي لائحة أسماء جديدة»، ذكرت مصادر عربية لـ«الأخبار» أن اسم حاكم مصرف لبنان عاد للتداول بقوة، نظراً لقدرته على التفاعل مع المساعدات الكبيرة التي أقرّت في باريس ـــــ٣».
ويتفق مراقبون على أن ما يبدو «تردّداً في الدبلوماسية الفرنسية» مردّه إلى أن باريس تنتظر من موسى إعلان فشله، مع العلم أنّ «الجامعة العربية اعتادت على سياسة النعامة التي تدفن رأسها في الرمال»، فإذا كانت باريس تنتظر إعلان العرب فشلهم فـ«سوف تنتظر إلى أبد الآبدين».