طرابلس ـ عبد الكافي الصّمد
انطلقت المرحلة الأولى من أعمال تشييد مبنى جامعة بيروت العربية في الشّمال، بعد مرور ثلاث سنوات على وضع الحجر الأساس، وإثر تجاوز عقبات تقنية تتعلّق بالترخيص الخاص بعملية البناء، إضافة إلى معالجة مشكلة تسرّب مياه البحر إلى الورشة.
ويأتي بدء العمل ببناء فرع طرابلس، في أعقاب افتتاح غالبية الجامعات الخاصّة في بيروت فروعاً لها في الشّمال، وازدياد أعداد متخرجي الثانويات العامّة في الشمال في السّنوات الأخيرة.
وكان أهالي المنطقة قد وجّهوا نداءات عدة للجامعة من أجل افتتاح فرع لها في الشّمال، من أجل توفير نفقات النزول إلى بيروت على الطلاب «وخصوصاً أنّ عدد متخرّجي الجامعة من أهالي الشّمال يتجاوز الأربعة آلاف طالب»، وفق ما أوضح رئيس جمعية متخرّجي الجامعة في الشّمال أحمد سنكري.
وأكّد سنكري أنّ فرع الجامعة الجديد «سيخفّف الضغط عن الطلاب والفرع الرئيسي معاً، وسيُسهم في تنمية المنطقة على غير صعيد، وخصوصاً أنّ الشّمال منطقة كبيرة، وذات كثافة سكانية مرتفعة».
وأوضح رئيس الجامعة الدكتور عمرو جلال العدوي أنّ «سياسة التوسّع التي تنتهجها الإدارة، وإقامة فروع جديدة، هي سياسة استراتيجية في زمن التطوّر السريع، وتهدف إلى تعزيز التواصل مع أبناء الوطن في كل أرجائه».
وكانت الجامعة قد افتتحت كلية الهندسة المعمارية في منطقة الدبية في إقليم الخروب عام 2006، أمّا مبنى كليتي الهندسة والعلوم فمن المتوقّع أن تبدأ الدراسة فيه عام 2009.
وعن فرع الشّمال لفت العدوي إلى «أنّ الفضل في إنشاء هذا الفرع يعود لمتخرجي الجامعة في الشّمال، الذين سعوا جاهدين لإنشائه، بداية عبر طرحهم المشكلة التي تعترض غالبية الطلاب في المنطقة، وهي البعد الجغرافي، ثمّ إسهامهم في إيجاد الأرض المناسبة».
وبالنسبة إلى المجمّع، تبلع مساحته الإجمالية 35.594 متراً مربعاً، ويتألف من مبنى إداري وأربعة مبانٍ للكليات، يتكوّن كلّ منها من طبقة سفلية وطبقة أرضية وثلاث طبقات علوية، ويستوعب 3000 طالب. ومن المتوقّع أن تبدأ الدراسة فيه عام 2010، على أن يتضمّن المجمّع خمس كليات: كلية التجارة وإدارة الأعمال، كلية الهندسة المعمارية، كلية الهندسة، كلية العلوم وكلية التمريض «بما أنها أكثر الاختصاصات إقبالاً»، بحسب العدوي.
أمّا الطاقم التعليمي في الفرع الجديد فسيكون لبنانياً ـــــ مصرياً مشتركاً، بناءً على اتفاقية التعاون بين الجامعة وجامعة الاسكندرية المصرية.
ويقع المجمع الجديد في منطقة بساتين الميناء العقارية، بالقرب من الملعب الأولمبي في طرابلس.
وهي عبارة عن مسطح من مستوى واحد خالٍ من الانحدارات، ويقع مباشرة على شارعين رئيسيين، ما يُسهّل وصول الطلاب إليها من كلّ الاتجاهات، «كما يتميّز موقعها ببعدها عن الضوضاء وضجيج المدينة، الأمر الذي يضفي على الموقع جوّاً أكاديمياً هادئاً، وهو أمر مهمّ جداً لمساعدة الطلاب على التركيز»، يقول العدوي.
وقد بلغت كلفة البناء الذي تشرف عليه شركة «كوالكو» نحو 21 مليون دولار أميركي.
وأكد العدوي أنّ الجامعة تسعى إلى تعزيز الدّراسات العليا بما أن مدينة طرابلس مجال حيويّ لهذا النوع من الشهادات. من جهة أخرى، يلفت العدوي إلى أنّ الجامعة تحرص على توفير فرص عمل عدة لطلابها فور تخرّجهم في بيروت والمناطق.
كذلك رأى سنكري أنّه «لا مشكلة لدى متخرّجي الجامعة في النّزول إلى سوق العمل، وخصوصاً أنّنا نعرف بأنّ سوق العمل الرئيسي لمتخرجي الجامعات اللبنانية كافّة هو الدول العربية، وعلى رأسها دول الخليج، لأنّ لبنان نظراً لحجمه وإمكاناته الاقتصادية تميّز دائماً بفائض على مستوى المتخرجين، فكان انطلاقاً من ذلك يرفد هذه الدّول بالاختصاصيين وأصحاب الخبرات».