149; اتّهام إسرائيل بالجريمة ودعوات إلى الردّ عليها بضربة موجعة
أثارت جريمة اغتيال القيادي في المقاومة الشهيد عماد مغنية ردود فعل واسعة ندّدت بالجريمة متهمة إسرائيل بارتكابها ودعت المقاومة إلى الرد عليها بضربة قاسية وموجعة فيما أشادت الولايات المتحدة الأميركية بالجريمة ورأت أن «العالم صار أفضل من دون وجود هذا الرجل»

وتقبلت قيادة «حزب الله» التعازي بالشهيد مغنية في مجمع سيد الشهداء الذي أمّته شخصيات سياسية وقادة حزبيون وممثلون عن الفصائل الفلسطينية ووفود شعبية وفاعليات. واتصل بحزب الله معزياً ومتضامناً معه كل من رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وزير الداخلية حسن السبع، قائد الجيش العماد ميشال سليمان، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، المدير العام للأمن العام وفيق جزيني ومدير مخابرات الجيش اللبناني العميد جورج خوري.
وفي ردود الفعل، دان الرئيس العماد إميل لحود الجريمة ورأى «أن اغتيال مغنية يمثّل ردّاً إسرائيلياً على الهزيمة النكراء التي ألحقتها المقاومة بإسرائيل في تموز عام 2006». وتقدم لحود من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وقيادة المقاومة وجمهورها بأحر التعازي.
واكتفى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بتوجيه «التعزية الحارة إلى قيادة «حزب الله» وعائلة الشهيد وقال: «تغمد الله الفقيد بواسع رحمته ورضوانه وأسكنه فسيح جناته».
ورأى الرئيس الدكتور سليم الحص في برقية تعزية إلى السيد حسن نصر الله «أن أيادي الغدر التي امتدّت لتنال من الشهيد لن تستطيع النيل من إرادة المقاومة والصمود والتصميم على مواجهة المشروع الصهيوني، بدعم من الدولة العظمى التي تتشدق بشعارات الحرية والعدالة وحقوق الإنسان».
وأمل الرئيس عمر كرامي أن يكون تشييع الشهيد الكبير اليوم «مناسبة لكي يعي اللبنانيون من هو عدوهم وقاتل شهدائهم الساعي فيهم فتنة وفي وطنهم فرقة وتمزيقاً، وأن الغلبة للحق مهما طال الزمن».
ونعى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الشهيد مغنية مشيراً إلى أنه «قضى فترة زمنية بالجهاد والنضال ومقارعة العدو، لم يكن ليهدأ أو يستقرّ حتى يصل إلى غايته، وكان ملاحقاً من المخابرات الأميركية وغيرها لكنه كان ينتصب أمامها مارداً فهو الجندي المجهول، عاش كبيراً ومات شهيداً». ورأى أن مغنية «لم يستشهد بل هو حي أمام كل التحديات، والأمة التي تلد عماد مغنية ستلد الكثير من أشباهه وأشكاله».
وندّد مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني باغتيال مغنية الذي نعاه أيضاً شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نصر الدين الغريب مؤكداً أن «مغنية هو رمز من رموز المقاومة الوطنية عاش بطلًا ومات شهيداً، أرجف العدو الصهيوني وأربك المخابرات الأميركية، وتمنى الشهادة على أيديهم فكان له ما تمنى».
وأكد العلّامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله أن المسيرة الجهادية ضد العدو الإسرائيلي والاستكبار العالمي قد فقدت باستشهاد مغنية ركناً أساسياً من أركانها، وقال: «إننا أمام هذه الخسارة الكبيرة في خط الجهاد نتطلع إلى كل ساحات المقاومة ضد الاحتلال لتكون أكثر تصميماً على مواجهة العدو».
ورأى وزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ «أن أصابع العدو الإسرائيلي وعملائه تظهر واضحة على هذه العملية الإرهابية التي تظهر عدوانية إسرائيل واستهدافها للمقاومين أينما كانواواستنكر رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري اغتيال مغنية، وتقدم بأحر التعازي من قيادة «حزب الله» وأمينه العام داعياً إلى «استخلاص العبر مما يواجهه لبنان من تحديات في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه، التي شهدت عدواناً إسرائيلياً صارخاً على شعبه ودولته، وهجمة إرهابية سوداء استهدفت رموزه وقادته الوطنيين، وهي الهجمة التي أودت بحياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنائب باسل فليحان ورفاقهما». وقال: «إن دماء اللبنانيين جميعاً يجب أن تتوحد في سبيل حماية الوحدة الوطنية ودعم الدولة ومؤسساتها وإعادة الاعتبار لمنطق الحوار والتلاقي مهما بلغت الصعوبات».
وأكد رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» النائب أسامة سعد أن سقوط الشهيد مغنية في ساحة المواجهة والشرف والمقاومة «لن يزيدنا إلا تصميماً على متابعة الكفاح والتمسك بنهج المقاومة، وصولًا إلى هزيمة مشاريع التآمر على حرية أمتنا وعزتها وكرامتها». ورأى النائب مصطفى علي حسين أن هذه الجريمة «لن توقف مسيرة صمود المقاومة وتصديها لهذا العدو الصهيوني».
ونعى الشهيد كل من المجلس الإسلامي العلوي وجبهة العمل الإسلامي ورئيس «هيئة علماء جبل عامل» العلامة الشيخ عفيف النابلسي الذي دعا «قيادة المقاومة الإسلامية للرد على هذه العملية الغادرة بضربة موجعة وأليمة للكيان الصهيوني».
وأكدت لجنة المتابعة للأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية في المعارضة «أن هذا الاغتيال الإرهابي ستكون له تبعات كبيرة على مسار حركة الصراع مع العدو الصهيوني. وسترتدّ حكماً على العدو المجرم، خصوصاً أن الشهيد الكبير يتمتع بسيرة جهادية حفلت مدى عقدين ونصف بالتضحيات الكبيرة دفاعاً عن لبنان والأمة» مشيرة إلى «أنه لم يعد هناك أدنى شك في أن التحركات والزيارات الأمنية التي يقوم بها عدد من المسؤولين الأمنيين الرفيعي المستوى للمنطقة، وآخرها زيارة وكيل وزارة الدفاع الأميركية للبنان، إنما تندرج في سياق تنفيذ جرائم الاغتيال وإحداث الفتن من أجل النيل من استقرار المنطقة».
واستنكرت الأمانة العامة لقوى 14آذار «جريمة اغتيال القائد البارز في «حزب الله» عماد مغنية»، ورأت أن «لبنان يتعرض لموجة عارمة من الإرهاب المتعدد المصادر تستهدف الجميع دون تمييز، وهو أمر يدعونا إلى أخذ العبر والإسراع في استعادة مناعتنا الوطنية ووحدة الشعب والمؤسسات».
ونددت حركة «أمل» بالجريمة ودعت «اللبنانيين إلى تمتين وحدتهم في مواجهة عدو لبنان الأساسي الذي يتمثل بإسرائيل المتهمة بهذه العملية الغادرة، والنهوض بمسؤولياتهم الوطنية خصوصاً في هذه اللحظة السياسية التي يقع فيها بلدنا على منظار التصويب لأعداء وطننا وشعبنا».
ودعا الأمين العام للحزب الشيوعي الدكتور خالد حدادة إلى أن تكون «هذه الجريمة دافعاً لنا جميعاً للتوحد من أجل إنقاذ الوطن عبر حل متكامل ينقذ لبنان ويدخله في مرحلة وحدة وطنية تتجاوز الطائفية وآفاقها وتحتضن المقاومة في مواجهة المخطط الأميركي ـــــ الإسرائيلي» فيما رأى حزب «الاتحاد» في اغتيال مغنية «عملية يائسة تهدف إلى زعزعة القدرة الجهادية
للمقاومة».
وأبرق إلى نصرالله معزياً ممثل منظمة التحريري الفلسطينية عباس زكي.كما دان الجريمة النائبان السابقان عدنان عرقجي وبهاء الدين عيتاني، حزب الطاشناق، الحزب السوري القومي الاجتماعي، الحزب الديموقراطي اللبناني، تيار التوحيد اللبناني، رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري، حركة الشعب، تجمع اللجان والروابط الشعبية، أمين سر «شبيبة جورج حاوي» رافي مادايان، تجمع العلماء المسلمين، حركة التوحيد الإسلامي، «المركز الوطني للعمل الإجتماعي» في الشمال، حزب التحرير الإسلامي، نقابتا المهندسين في بيروت والشمال، «الحركة العالمية لمناهضة العولمة والهيمنة الأميركية والصهيونية» حركة «الجهاد الإسلامي» في فلسطين، تحالف القوى الفلسطينية، حركة فتح، أمين سر الفصائل الفلسطينية في لبنان اللواء سلطان أبو العينين، هيئة العمل التوحيدي وشخصيات وجمعيات أهلية.
وندّدت سوريا وإيران بالجريمة التي وصفها المتحدث باسم الخارجية الإيرانية محمد علي الحسيني بـ«الإرهابية» ورأى أن «هذه الفعلة مثال واضح للإرهاب المنظم للنظام الصهيوني».
واستنكرت الجريمة المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا و«جبهة العمل الإسلامي» في الأردن و«جمعية الوفاق الوطني الإسلامية» في البحرين واتهمت إسرائيل بارتكابها.
وانفردت الولايات المتحدة بالإشادة بقتل مغنية، وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون مكورماك إن «العالم صار مكاناً أفضل من دون وجود هذا الرجل. لقد كان قاتلًا شرساً وارتكب أعمال قتل جماعية، وهو إرهابي مسؤول عن قتل عدد لا حصر له من الأبرياء» مردفاً أنه كان «سيخضع للعدالة بطريقة أو بأخرى».
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية باسكال ادرياني "ان مغنية كان خصوصا موضع مذكرة توقيف من الشرطة الدولية (الانتربول). ولمن المؤسف انه لم يمثل امام القضاء".