محمد بدير
روى ضباط كبار سابقون في شعبة الاستخبارات العسكرية، لـ«يديعوت أحرونوت»، أن اسم عماد مغنية، كان يدور في خاطرهم بعد كل عمل «إرهابي» يحدث في العالم تقريباً.
ونقلت الصحيفة عن هؤلاء الضباط، الذين يعرفون جيداً اسم مغنية وعمله، وممن لم يتمكنوا من إخفاء فرحهم بعد انتشار خبر اغتياله، قولهم إن «حزب الله فقد الشخصية العملانية الأهم في الحزب خلال السنوات الأخيرة». وأضافوا أن «هذا الرجل كان ماهراً في تنفيذ العمليات الإرهابية وفي الوقت ذاته كان بارعاً في قدرته على الاختفاء عن الأنظار ومعرفة كيفية التملص من الكثيرين الذين حاولوا المسّ به طوال 20 عاماً». وقالت الصحيفة إن هؤلاء الضباط لم يخفوا محاولاتهم لاقتفاء أثر مغنية طوال السنوات الماضية.
ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير سابق في شعبة الاستخبارات قوله إنه ما من شك في أن مغنية كان عنصراً بالغ الأهمية في النشاط ضد إسرائيل، وأن اسمه ذُكر مرات عديدة، حتى خلال حرب لبنان الثانية، ولا سيما في ما يتعلق بأسر الجنديين.
وقالت الصحيفة إن شعبة الاستخبارات العسكرية ومحافل في المؤسسة الأمنية لا تخفي أنه جرت محاولات عديدة لاقتفاء أثر مغنية، وأن الأمر كان يتعلق بواحد من أكثر التحديات تعقيداً بسبب شخصيته.
وقال ضابط رفيع المستوى في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، للصحيفة نفسها، إن حزب الله لن ينهار وسيواصل طريق مغنية. وأضاف أن «الإرهاب لا يختفي، سيكون هناك من يخلفونه، ويجب الآن توقع هجوم لتخليد ذكرى مغنية، ولذلك فإن الفرحة يجب أن تكون منضبطة». ورأى الضابط نفسه أن «الإنجاز يكمن بالرسالة، في حقيقة أنه تمت محاسبة الرجل والنجاح باختراق الهيكل المقدس لهذا المجال السري، الأمر الذي يمرر رسالة واضحة لرفاق مغنية وغيرهم ممن يعملون في هذا المجال».
في السياق، قال رئيس وحدة الأبحاث السابق في شعبة الاستخبارات العسكرية، العميد في الاحتياط يوسي كوبرفيسر، الذي تولى عن كثب متابعة نشاطات مغنية طوال سنين، لـ «معاريف»، إن الأمر «يتعلق بضربة قاسية تعرض لها حزب الله على مستوى الوعي وعلى الصعيد المعنوي، من دون أن يتعلق الأمر بمس عملاني قاتل للحزب»، مضيفاً أن عملية الاغتيال تمثّل «حدثا محرجاً ومؤلماً جداً بالنسبة لحزب الله».
بدوره قال رئيس الموساد السابق، عضو الكنيست الحالي داني ياتوم، إن مغنية تصرف بسرية تامة وأخفى كل عملياته. وكان هذا سبب صعوبة عدم اكتشافه. وأضاف أن مغنية كان صاحب «عقل شيطاني، وشديد الحنكة، وكانت عملياته حسنة التخطيط والتنفيذ».