مهدي السيد
تقاطعت تعليقات الصحافة الإسرائيلية على اغتيال الحاج عماد مغنية، عند جملة من النقاط، أهمها التلميح الواضح إلى المسؤولية الإسرائيلية، والتركيز على أهمية الاغتيال نظراً إلى مكانة الشهيد، مع التسليم بقدرة حزب الله على مواصلة نشاطه في مواجهة إسرائيل

تطرقت تقارير الصحف الإسرائيلية، أمس، إلى ردة فعل رئيس الحكومة الإسرائيلية على اغتيال القيادي في «حزب الله» عماد مغنية، التي توحي إلى المسؤولية الإسرائيلية عن العملية، حيث بدا أنه في «مزاج جيد وسعيد». وبحسب شمعون شيفر في «يديعوت أحرونوت»، فإنه «إذا تبين في المستقبل أن إسرائيل مسؤولة عن الاغتيال، فمن الممكن القول إن النصر الذي تطلعت إليه القيادة السياسية جداً في حرب لبنان الثانية جاء بتأخير سنة ونصف». وأضاف ان «كل جهاز استخباري في العالم كان سيفخر بإنجازٍ عملياتي كهذا».
وتحدّث عوفر شيلح في «معاريف» عن الاعتبارات التي تحكم الاغتيال وخلفياته، فأشار إلى «اعتبارات الثأر، المكانة وبث الخوف في قلب العدو» والتي تنبع «من رؤيتنا بالنسبة للعرب وبالنسبة لأنفسنا». وأضاف ان «مثل هذه العملية، التي تنفي إسرائيل كل صلة بها، تعيد الإحساس بأن لدينا أجهزة جريئة ومتفرعة تعرف كيف تصل إلى كل مكان وكل شخص».
وعلّق أمير أورن، في «هآرتس»، على الصراع الدائر منذ عشرات السنين بين إسرائيل وحزب الله وإيران، معتبراً أنه شهد باغتيال مغنية «انتهاء جولة واحدة هي ليست الأولى وتبدأ جولة جديدة ليست الأخيرة».
ولمّح أرون إلى مسؤولية «الموساد» عن الاغتيال، وهو المُقرب من كبار القادة الأمنيين الإسرائيليين، فقال إن مغنية «لم يُقتل من الجو مثل الأميركيين في العراق وإنما من خلال تسلل هادئ مثل الحكايات الغابره التي نسبت إلى وحدة هيئة الأركان الخاصة ووحدة قيسارية التابعة للموساد»، مضيفاً أنه «لو أن الاغتيال الإسرائيلي في حزيران 2006 نجح عندما كان حسن نصر الله وعماد مغنية على دائرة الاستهداف لكان ذلك تحقيقاً للتعادل من خلال عملية خاصة. وكائناً من كان المنفذون الآن، ولكن من الممكن القول إن العمل المتأخر أفضل من اللاعمل».
أما بالنسبة إلى تأثير هذا الاغتيال على حزب الله، فرأى أورن أن «هذه العملية لن تردع حزب الله وحزب الثورة، إلا أنها ستذكرهم بأن الأطراف الأخرى لا تخاف هي الأخرى».
بدوره، قال المعلق الأمني في «هآرتس»، يوسي ملمان، إنه «كل مرة كان يقع اغتيال يُطرح السؤال حول الجدوى». وفي رأيه، فإنه «في مسألة قتل مغنية يمكن التوصل إلى نتيجتين متعارضتين. الأولى أن القتل خلف صدمة ورهبة في صفوف حزب الله وأنه سيضرّ بقدرات العملية. والنتيجة الثانية هي أنه في المدى البعيد، سيتعافى حزب الله بشكل واضح من عملية الاغتيال ويعود إلى العمل بشكل عادي كحركة سياسية تملك ميليشياها الخاصة التي تحتوي على منظمة لتنفيذ الهجمات». وأضاف ان «السؤال الكبير والأكثر أهمية والمطروح جراء عملية الاغتيال ليس ما إذا كان حزب الله سيردّ، بل كيف ومتى؟»، مرجحاً أن يحصل الرد خارج لبنان.
ورأى معلق الشؤون العربية في «معاريف»، جاكي حوجي، أنه «يُخطئ من يأمل بأن يؤدي غياب مغنية إلى تغيير دراماتيكي في موازين القوى بين إسرائيل وحزب الله»، مشيراً إلى أن حزب الله «ليس برجاً ورقياً ينهار بلمسة اصبع، ولا هو يرتبط بشخص واحد». وشدّد على أن «غياب مغنية لن يُغير شيئاً تقريباً، حيث سيأخذ مكانه من هو أكفأ منه تقريباً، بينما تبقى الأيديولوجيا على حالها».
ورأى المعلّق الإسرائيلي أن «حزب الله سيبقى مغروساً عميقاً داخل المجتمع اللبناني، على الرغم من الضربة المعنوية القاسية، كما أن القوة الاجتماعية ـــــ السياسية لحزب الله لن تتضرر أبداً مع غياب مغنية».
ورأى معلق الشؤون العربية في «هآرتس»، تسفي برئيل، أن الاغتيال يشكل «تصفية استراتيجية بسبب تداعياتها المتوقعة». أما المعلق السياسي في «معاريف»، بن كسبيت، فطرح سؤالاً عما «إذا كان اغتيال مغنية سيئاً أم جيداً لليهود؟».
وردّ على سؤاله باعتبار أن الاغتيال كان «جيداً وسيئاً» في آن واحد. وأوضح «هو جيد لأن مغنية متعطش لدماء اليهود أينما هم، قتل الكثير منهم وكان سينجح، بشكل شبه مؤكّد، في أن يقتل الكثيرين أيضاً. وهو سيئ، لأنه بعد مغنية سيأتي مغنية جديد، مثلما حصل دائماً، وسيأتي الانتقام أيضاً، الذي سيكلفنا».