فداء عيتاني
ليس لأن لبنان يقع على خط الزلازل، بل لأن قاطنيه يتجاهلون هذه الواقعة، ويبنون قصوراً من رمال بقصر نظر، لذا يقع الخلاف بين الطرفين نفسهما، خلاف تاريخي، يبدأ من تعريف الوطن، ومواطنيه، والانتساب إلى المحيط، أو إلى الغرب، ولا ينتهي بأسلوب رفع الأنقاض بعد أن تهتز الأرض.
ليس لأننا فقط على خط الزلازل، ولا لأنه تم تشييد الوطن برمته على قصر من الرمال يدعى اتفاق الطائف، أُصبغت عليه قدسية لا يملكها اتفاق تسوية هش. ولا لأن نصف اللبنانيين يرفضون الاعتراف ببداهة الدفاع عن النفس، بل لأن عدداً من أقطاب السياسة حلم في لحظات بخط يربط لبنان بالأردن مباشرة دون المرور بدمشق، قبل أن يكتشفوا مرة جديدة أن إسرائيل والولايات المتحدة أضعف من أن تفتتحا جسراً لهم إلى بعبدا. يوماً، ثمة من همس في أذن حافظ الأسد الذي كان يصر على استيعاب المقاومة وفق مصالح بلاده، بأن «هؤلاء (اللبنانيين) سيواصلون المقاومة، سواء أوافقنا أم اعترضنا، فمن الأجدى تركهم يقاتلون». وحدها هذه الحقيقة هي الثابتة، وتعكس الحس الشعبي اللبناني بأنه لا خير يرجى من سلام مع العدو.