149;اجتماع في بنشعي يناقش مرحلة ما بعد اغتيال مغنيّة وكرامي يحذّر من الهاويةيذكر ان جامعة الملك عبد العزيز تستعد حالياً لفتح كلية العلوم بعرعر وكلية للمجتمع في رفحاء مع نية انشاء كلية في محافظة طريف، وستكون هذه الكليات نواة لجامعة عرعر. ضيف جديداً في نظر طلاب منطقة الحدود الشمالية.

عانى اللبنانيون أمس، نوعين من الارتدادات: الهزة الأرضية التي ضربت الجنوب خصوصاً، وخطابات يوم 14 شباط الطويل التي تضمنت تصعيداً داخلياً من جهة وتهديداً لإسرائيل بالحرب المفتوحة من جهة أخرى، مما أثار حالة ترقب كبيرة
مع اتجاه الأنظار إلى الحدود الجنوبية، رفعت قوى الأكثرية سقف التوتر الداخلي من باب تسخين موضوع الاستحقاق الرئاسي، إذ كشف الوزير مروان حمادة أن «الأسبوع المقبل سيشهد الإصرار والاستعجال على انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، إضافة إلى تحريك العمل الحكومي وإخراج المجلس النيابي من الموت الطويل»، معتبراً أن لا «موجب لتأخير انتخابه يوماً واحداً»، ومعلناً الاستعداد للانتخاب بالنصف زائداً واحداً، قائلاً إن هذا الخيار «عاد إلى الضوء».

سيسون: خطوات عمليّة حول المحكمة

وبعدما ذكر رئيس الهيئة التنفذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع، بعد لقائه القائمة بالأعمال في السفارة الأميركية ميشيل سيسون، أن الأكثرية «في انتظار نتائج المبادرة العربية وسنستمر في المساعي لإنجاحها»، لوّح إلى أنه «إذا فشلت فسنجتمع للبحث في «خط السير الآخر» الذي يؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية»، ولم يستبعد الانتخاب بالنصف زائداً واحداً بالقول: «إن كل الاحتمالات واردة لدينا». وزارت سيسون أيضاً، الرئيس أمين الجميل والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي. وكررت موقف بلادها تجاه لبنان الذي «يترجم بخطوات عملية في ما خص المحكمة الدولية، واستعدادها لإعطاء دفع جديد تجاه الآلية والترتيبات اللوجستية».
كذلك قال النائب الياس عطا الله إن مطلب انتخاب رئيس جديد «الذي يمثّل رأس القائمة والهمّ الأول للمبادرة العربية، لم يعد قابلًا إلا للبحث عن الوسائل التي تستطيع أن تنقله من موقع الفكرة إلى موقع الواقع».
من جهة ثانية، جال موفد رئيس الوزراء البريطاني لشؤون الشرق الأوسط مايكل وليامز، على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، الوزير المستقيل فوزي صلوخ، رئيس لجنة الشؤون الخارجية النيابية النائب عبد اللطيف الزين، النائب سعد الحريري وقائد الجيش العماد ميشال سليمان، وقال إن زيارته للبنان هي لاستكشاف «ماذا يمكن بريطانيا أن تقوم به لدعم الديموقراطية اللبنانية ولحضّ كل الأطراف على خفض الخطاب السياسي للتوصل إلى تسوية وانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت»، معرباً عن القلق «حيال الاستقطاب الذي تشهده المواقف السياسية». وأعلن أن بلاده تعلّق «أهمية كبرى» على جهود الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى «ونتطلع إلى عودته القريبة إلى لبنان، وأعتقد أن لهذا الأمر أهمية حساسة».
ورغم دعمه للمبادرة العربية، خالف مضمونها بالقول إن مواضيع الحكومة الجديدة وقانون الانتخاب والانتخابات النيابية «يجب التطرق إليها بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية»، معتبراً أن استمرار الفراغ الرئاسي «لثلاثة أسابيع تتبعها ثلاثة أشهر أخرى، وضع خطير». وقال إن التدويل «أمر عائد إلى مجلس الأمن» و«سابق لأوانه في هذه المرحلة»، إلا أنه شدّد على أن الأزمة «يجب أن تُحلّ في لبنان».
كذلك قال سفير روسيا سيرغي بوكين، بعد لقائه صلوخ، إن بلاده «تتابع ببالغ الاهتمام» ما يجري من أحداث في لبنان و«ما يتعلق بالأزمة السياسية العميقة التي لا تزال موجودة»، واصفاً الأوضاع السياسية والأمنية بـ«المتأزمة جدّاً». وأشار إلى وجود «بعض التمنيات الموجّهة» إلى روسيا للمساهمة في تمويل المحكمة الدولية، قائلاً إن هذا الأمر قيد الدرس «بدقّة وبالتفصيل».

المعارضة تهاجم خطاب الموالاة «الموتور»

في النشاط الداخلي، عقد لقاء مطول في بنشعي بين الرئيس عمر كرامي ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، تخلّله غداء عمل. ووضع فرنجية اللقاء في إطار التشاور، قائلاً: «طبعاً، بعد استشهاد عماد مغنية هناك أمور ستتغير». أما كرامي فوصف الظروف بالمدلهمة، وانتقد «الخطاب السياسي المتشنج والموتور الذي يظهر كل يوم على مختلف وسائل الإعلام»، محذّراً من أنه «يؤدّي إلى مزيد من التفرقة وتعميق هذا الانقسام». وقال «إن الأحداث تأخذ مجرى خطيراً، واغتيال الشهيد عماد مغنية مؤشر لهذا الصراع الإقليمي والدولي الذي كنا نحاول أن نجنّب لبنان ويلاته»، آملًا «أن يعود الجميع إلى ضمائرهم لفتح باب الحوار على مصراعيه للوصول إلى حلول معقولة» وإلا «فإننا سنذهب إلى الهاوية». ورفض المثالثة غير المرتبطة «بالسلة المطلبية». وأكّد استمرار تمسك المعارضة بالمبادرة العربية.
وردّاً على ما قاله الحريري عن خدماته في طرابلس، قال: «طبعاً لا يمكننا أن نجاري الشيخ سعد بالدولار. أما في الخدمات فإن مؤسساتنا أكبر شاهد على ما فعلنا لهذه المدينة ولهذا الشمال». وعلّق على قول النائب وليد جنبلاط بأن المعارضة وسوريا بدأتا تنهشان بعضهما بعضاً، بالقول: «أصبحت سوريا عند البعض «شمّاعة» (...) وهذا ليس إلا نوعاً من الفتنة والاتهامات الباطلة». وإذ لفت إلى أن كلّ الدول خارج لبنان لا تقرّ الإعدامات، أردف: «قد يكون السيد وليد جنبلاط يريد تنفيذ الإعدامات، وهذا موضوع آخر وكل ما يقال في هذا الشأن هو حكي سياسي لا يكال بمكيال».
كذلك استغرب النائب علي خريس استحضار «المواقف المتشنجة التي لا صلة لها بلبنان وشعبه في ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان يتحدث بلغة المحبة والجمع لا بلغة الانقسام»، داعياً إلى الاستعداد لمواجهة الخطر الإسرائيلي الذي يهدّد لبنان». كذلك انتقد النائب عبد المجيد صالح «الخطاب اللامسؤول» في ساحة الشهداء، معتبراً أنه «يشكل طعنة لنهج الرئيس الشهيد ولخطّه الوطني والوفاقي».

...وزهرا يصف خطاب نصر الله بـ«المتوتّر»

وفيما كان خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يثير هلعاً في صفوف الإسرائيليين، انعكس إجراءات في السفارات والقنصليات وتدابير احترازية على طول الحدود مع لبنان، واستدعى جولة لقائد قوات «اليونيفيل» كلاوديو غراتسيانو على السنيورة وقائد الجيش، وقوله في السرايا إنه أثار الوضع في الجنوب «والجديد حول هذه المسألة، وتعاوننا مع الجيش اللبناني لإبقاء الوضع تحت السيطرة»، مع إعلانه أن القوات الدولية رفعت «تقريراً صارماً» عن الخروق الإسرائيلية للسيادة اللبنانية إلى الأمم المتحدة، ووجهت رسالة إلى إسرائيل بهذا الخصوص، فإن النائب أنطوان زهرا، وصف الخطاب بأنه «متوتر وخارج عن المألوف وعالي النبرة»، رافضاً «أن يكون لبنان ساحة صراع مفتوحة وساحة تصفية حسابات».
ولفت النائب نبيل نقولا إلى أن نصر الله «لم يدعُ إلى حرب، بل قال: إذا أرادت إسرائيل حرباً مفتوحة فمستعد لها»، وسأل: «كيف يدعو النائب جنبلاط إلى الصلح مع إسرائيل وإلى العداء مع سوريا ودول إقليمية أخرى»، مردفاً: «لسنا في وارد الحديث عن صلح مع إسرائيل ما دامت هي تحتل الأرض وتعتدي على الشعب اللبناني يومياً». واتّهم الموالاة بأنها تريد نسف المحكمة الدولية من خلال إيجاد فتنة في البلد».
وأمس، واصلت قيادة «حزب الله» استقبال المعزّين باستشهاد القيادي عماد مغنية، في مجمّع سيد الشهداء في الرويس، وكان في مقدمهم: الرئيس إميل لحود، الرئيس كرامي على رأس وفد من الشمال، رئيس الحزب الديموقراطي طلال أرسلان مع وفد من مشايخ الدروز، ممثل للبطريرك الماروني نصر الله صفير، وفد من تيار المردة برئاسة فرنجية، وفد من التيار الوطني الحر، وسفراء ووفود وشخصيات رسمية وحزبية.
كذلك تقبّل الحزب التعازي في بعلبك، وألقى مسؤول منطقة البقاع محمد ياغي كلمة قال فيها: «نريدها حرباً مفتوحة طالما فتحوها علينا حرباً خارج لبنان»، وأردف: «بالأمس كانوا يضحكون وغداً سيبكون دماً، سيحصدون نتائج فعلتهم هذه». أما الشيخ محمد يزبك، فقال: «سيكمل المجاهدون الدرب والمسيرة حتى إزالة الكيان الصهيوني الغاصب من الوجود واقتلاع الغدّة السرطانية، فهذا أمر حتميّ لا محالة».
في هذا الوقت، وجّه الحريري كلمة شكر إلى الذين شاركوا في إحياء ذكرى والده، معتبراً أنهم «حراس الوحدة الوطنية في وجه الفتنة»، و«حرّاس الشرعية في وجه الإرهاب والفوضى»، و«جسر العبور إلى السيادة الكاملة»، و«الوصول إلى انتخاب رئيس الجمهورية، وإنهاء حال الفراغ المرفوض في قصر بعبدا».