أوصى مؤتمر «المشروع الإقليمي لربط الجهود الخاصة بعمل الأطفال والتربية والتعليم»، بإيجاد الآليات المناسبة لوضع أنظمة للمحاسبة في المؤسسات التربوية على مستوى العالم العربي. وشدّد على ضرورة إصدار القوانين لمكافحة الإتجار بالبشر وتطويرها، إضافة إلى توعية الأسر وتفعيل دور الأهل لحماية الأطفال الذين يتعرضون للتهريب. ودعا المؤتمر إلى الالتزام بميثاق إعلامي يجعل من الإعلام مواكباً لمشاكل الطفولة، واعتماد الميثاق من القطاعات الرسمية المعنية والمجتمع المدني والمنظمات الدولية.وعُقد المؤتمر في القاهرة، بعدما تعذر انعقاده في بيروت بسبب الأوضاع الراهنة. وقد سعى إلى نشر المعلومات والمشاركة في الخبرات مباشرة من مصدرها الأصلي في مجال عمل الأطفال والتربية على نشر وتعزيز التوعية على الحاجة إلى التخطيط الاستراتيجي في المنطقة. وأوضحت رئيسة برنامج الأكسس مينا ليز زونفيلد، أن التخطيط لهذا المؤتمر بدأ منذ اليوم الأول للمشروع، وأملت أن يحقق ترسيخ التعاون وتبادل الخبرات بين الدول والمنظمات الهدف وهو تربية الأطفال وتعليمهم وسحبهم من سوق العمل.
من جهتها، طالبت مديرة الشق الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نيكول عيد أبو حيدر بتحقيق طلاقٍ كامل بين كلمتي «عمل» و«أطفال»، «بهدف نقل الأطفال من الشوارع والمعامل إلى مقاعد المدرسة، وهو ما يتيح لهم انخراطاً صحيحاً في مجتمعاتهم عبر التربية
و التعليم».
أما الدكتورة توي فان من منظمة العمل الدولية، فعرضت إحصاءات ومؤشرات عن عمل الأطفال في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا. وألقت الضوء على استراتيجيات وقائية وتدخلية حديثة تعتمدها المنظمات الدولية والحكومات والمنظمات غير الحكومية في تكوين مبادرات هادفة إلى القضاء على عمل الأطفال.
وتخلّلت المؤتمر ثلاث ورش عمل، الأولى بعنوان «الاستراتيجيات الوطنيّة المطوّرة لمكافحة عمل الأطفال»، الثانية عن «وحدات عمل الأطفال الحكوميّة ودورها في تطوير قوانين عمل الأطفال». أما الورشة الثالثة فناقشت موضوع «إصلاح سياسات التعليم وأثرها على عمل الأطفال»، وعرضت خلالها مديرة مشروع الإنماء التربوي في وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان الدكتورة ندى منيمنة الخطط اللبنانية القائمة على توفير تكافؤ الفرص بين الجميع ومأسسة الدعم المدرسي وتحسين نوعية التعليم الذي يسهم في الاندماج الاجتماعي للمتسربين والمهمشين، ودعت إلى تعزيز الترابط بين التربية وسوق العمل.
إضافة إلى ورش العمل، انعقدت جلسة عامة بعنوان: «وسائل الإعلام: أصديقة أم عدوة لعمل الأطفال؟». وعرض عدد من الصحافيين رؤيتهم لدور الإعلام فأكّد وليد عبود من جريدة «النهار» أن وسائل الإعلام تطمح إلى أن تكون صديقة للأطفال، فيما عرض حازم الأمين من صحيفة «الحياة» الفرق بين الأطفال العاملين الذين يعودون إلى منازلهم وأطفال الشوارع، أما الصحافية في جريدة «الشرق الأوسط» سناء الجاك فدعت إلى إبقاء الطفل في الأولوية، رغم أهمية القضايا الأمنية والسياسية.