فداء عيتاني
لا تزال الطبقة السياسية في البلاد تزخر بالغباء الذي قد يقودنا إلى الجحيم، ولا ينفع مع هذه الطبقة التحذير والتنبيه من كثافة التعبئة التي تمارسها لشدِّ جمهورها إليها، ولا التنبيه إلى أن باب المذاهب يؤدي إلى الحرب الأهلية، ولا لفت النظر إلى أن التسلح هو أولى الخطوات نحو جهنم. فهذه الطبقة السياسية هي من البلاهة بما يجعلها تتخيل أن إشعال العنف الأهلي هو بسهولة التحكم فيه وإطفائه، ولن تكتشف استحالة مسح ما زرعته في النفوس حتى تأكل الحرب أطرافها.
وإذا كانت سمات الغباء هذه تطغى عند الموالاة بشكل خاص، فإن بعض قوى المعارضة سيتوهم إمكان الحسم السريع، متناسياً أن الحروب الأهلية تدار من الخارج، وأن الدول تحمي مصالحها في المعارك، وأن الطوائف اللبنانية تمثِّل محميات لمصلحة دول راعية، وأن من يمتلك القدرة العسكرية الآن لن يتمكن من الحصول على موافقة دولية للحسم، ومن يمتلك الموافقة الدولية على سيادته هو للبنان لن يمتلك القدرة المحلية على الفعل. وقديماً قيل «حتى الآلهة تناضل ضد الغباء».