strong> ثائر غندور
«وتكرّر المشهد القديم». يقول أحد المقاتلين في حرب الأسواق التجاريّة في السبعينيات. راقب شاشة التلفاز بصمت، وبعد ساعة من أخبار «حروب الأحياء» ضحك قائلاً: «لا يتعلّم اللبنانيون، إنه الأسلوب ذاته، والتصريحات ذاتها مع فارق الأسماء، والفريقان مسؤولان عن التحضير لتطهير المناطق».
هذه هي وجهة النظر المحايدة. أمّا تلك غير المحايدة، أي وجهة نظر طرف من الطرفين، وتحديداً «تيّار المستقبل»، فتقول إن السبب الرئيس وراء هذه الهجمات هو الانتقام من ذكرى 14 شباط وامتداد لمحاولة افتعال الفتنة في البلد التي بدأت في 14 شباط 2005، بحسب ما يقول منسّق تيّار المستقبل في بيروت خالد شهاب.
ويسمي نائب بيروت عن تيّار المستقبل عمّار حوري حادثة الاعتداء على جامع ذي النورين يوم الخميس 14 شباط، ثم الاعتداء على المتظاهرين خلال عودتهم إلى منازلهم والتهديد بدخول منازل المواطنين من جانب شبّان معارضين، تنفي «حركة أمل» و«حزب الله» أي علاقة لهم بها، ليقول إن المعارضة مسؤولة عن التدهور الأمني في الشارع. ويدعو المعارضة إلى إعادة قراءة تصرّفاتها من جديد لأنها «تأخذ نفسها ونحن معها إلى جهنّم». ويضيف حوري أن التنسيق مع المعارضة محصور بين مسؤولي مكاتب الأحياء وعبر الجيش اللبناني، لأنه «لا عودة إلى لجان الأحياء لأنها تصرّف ميليشيوي».
ويقول زميل الحوري في كتلة المستقبل النائب محمد الأمين عيتاني، إن ما يحصل هو نتيجة تشنّج الوضع السياسي «فكلّ واحد يصعد إلى المنبر ويقول وجهة نظر مغايرة للوجهة الأخرى ويصعّد». ويرى عيتاني أن هذه الإشكالات قد تكون عفويّة لكنّها «قد تؤدّي إلى إشكالات أكبر وهذا ما نخاف منه». ويضيف أن ما يحصل كل أسبوع من حرقٍ للدواليب ثم تنصّل سياسي من الفاعلين وبعدها إشكالات بين الشبّان وزملائهم في الأحياء يراكم هذه الفوضى.
ويشدّد عيتاني على أن الأمن لم يكن في يوم من الأيّام أمناً عسكرياً في لبنان بل هو أمنٌ سياسي. وبرأيه أن الأمن السياسي يستتبّ عندما يتّفق اللبنانيون، وبالتالي يُصبح دور الجيش والقوى الأمنيّة ضبط المخالفين للقوانين. وتمنّى عيتاني عدم تمدّد هذه الأحداث لأن اللبنانيّين «أصحاب قضية واحدة وعدو واحد هو إسرائيل، وهي المستفيدة من هذه الإشكالات. فبالأمس اغتالوا القائد عماد مغنيّة واليوم يحصل ما يحصل، فهل تظنّ أن أحداً من الشيخ سعد الحريري أو السيد حسن نصر الله أو الرئيس نبيه برّي مستفيد مما يحصل؟». كذلك تمنّى عيتاني على النائب سعد الحريري أن يمشي على خطى والده في رفض الفتنة.
ويتفق الحوري مع شهاب في اتهام بعض وسائل الإعلام المعارضة بتجييش الناس وبثّ معلومات خاطئة. ويرى شهاب أن كلّ من يقوم بهذه التصرّفات ليس لبنانياً. ويقول إنه أبلغ جميع شباب تيّار المستقبل بعدم الردّ على أي استفزاز وتقبّل الشتائم بدون أي ردّ عليها، لكن «عندما يأتي خبر بأن هناك من هجم على امرأة وسحب حجابها، فما هو ردّ الفعل المتوقع؟». وإذ يؤكّد شهاب على عدم رغبة تيّار المستقبل في الانجرار إلى فتنة، يطالب بفتح تحقيق في ما جرى لأن الجيش لم يعد يجرؤ على إطلاق رصاصة في الهواء.