ليال حداد
تتوالى الشهادات على الشاشة في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت. يروي أحمد قصته: «أنا متلي متل بقية الأولاد، بس الفرق إنو ما بمشي»، يتوقّف ليبكي ويكمل: «مرّة بالمدرسة صاروا يضربوني رفقاتي، ضربوني ضربوني ضربوني...» تضيع الكلمات خلف دموعه. لا يفهم أحمد سبب النظرة الدونية إليه «المديرة في المدرسة لا تحبّني، فتعبس في وجهي فيما وجهها بشوش مع باقي التلاميذ». يبكي مجدّداً ويختم ذاكراً حلمه الوحيد «أحلم بأن يصبح عندي رفقة».
بعد أحمد، تخبر والدة كريم عن حادث تعرّض له ابنها في طفولته، ما أدّى إلى تشوّه في شكله. وعندما حاول الأهل إدخال ابنهم إلى مدرسة لإدراكهم أنّه لا يزال يتمتّع بكامل قواه العقليّة رفضت كل المدارس استقباله دون سبب، إلى أن أوضحت إحداها السبب الرئيسي «نحنا مدرسة مش زريبة».
أحمد، كريم، ليلى، حسن.. شهادات عدّة لواقع واحد: انتهاك حقوق الإنسان، ولا سيّما المعوّق. عرض الفيلم بعض الحلول المفترضة لحلّ هذا التمييز في لبنان، من تدريب الأساتذة والمعلّمين على كيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصّة، وصولاً إلى توعية المجتمع وتجهيز المؤسسات التربوية بما يسهّل حياة هؤلاء التلاميذ.
وكان «معهد الدبلوماسيّ وتحويل النزاعات» في كلية العلوم والآداب في الجامعة اللبنانية الأميركية قد أطلق أمس مهرجان بيروت الأوّل لأفلام حقوق الإنسان، الذي سيجري بين السابع والعشرين والواحد والثلاثين من تشرين الأوّل المقبل، بالتعاون مع مكتب الشرق الأوسط لمفوضية الأمم المتحدة، ومنظمة الرؤية العالمية، وبدعم من سفارة هولندا في لبنان.
ورأى رئيس بعثة سفارة هولندا في بيروت روبرت زلدنرست أن بلاده قرّرت دعم هذا المهرجان بسبب تقديرها لأهمية حقوق الإنسان. وذكّر بالتقارير المنشورة عن انتهاكات لبعض حقوق الإنسان في لبنان مثل التعذيب، وعقوبة الإعدام، واستمرار وجود اللاجئين. وقد أثارت النقطة الأخيرة استياء بعض الحاضرين، إذ إنّ السفير نسي التذكير بالسبب الرئيسي لوجود اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.