فداء عيتاني
يجلس أحد أعضاء نادي رئاسة الحكومة في منزله، ويتحدث بصراحة عن ضيق في الأفق حتى شهر حزيران، حين يحتمل أن ترتخي القبضة الأميركية عن لبنان بفضل الانتخابات الرئاسية هناك. ومن اليوم إلى ذلك الحين يبقى الأفق مغلقاً، وكلما ألححتَ عليه في السؤال عن المخارج أو الاختراقات الممكنة، يجيب بأنها شبه معدومة.
ليس التشاؤم هو ما يدعو الزعيم الشمالي إلى رسم هذه الصورة، بل إصرار الأميركيين الذي لا مفرّ من تسميته باسمه، والإصرار على جرف كل شيء في طريقهم، وتقديم كل شيء إلى إسرائيل، وضرب كل من يعارضهم، وبغض النظر عن مدى التناقض بين الأميركي والقوى المحلية.
الرجل، يعرف أن قرار المعارضة الذي شارك في صياغته هو عدم الدخول في النزاع العنفي، وأن الأكثرية أضعف من أن تخوض نزاعاً كهذا، ولكنها تمتلك قدرة على جر الجميع إلى مشكلة لا يعلم إلا الله أين تبدأ وأين تنتهي، ورغم ذلك فهو، وبهدوئه المعروف، يتحدث عن مرحلة ما بعد حزيران، حين يمكن حديث التسويات أن يأخذ منحىً جدياً. عسى أن نبلغه دون دماء.