فداء عيتاني
رئيس حكومتنا يجول غرباً، يمّم شطر الدول الصديقة للديموقراطية، الدول نفسها التي تعدّها الشعوب العربية سبب مصائبنا جميعاً، ولكن رئيس حكومتنا طاف بتلك الدول، وهو يحمل مطلباً واحداً.
يحق لكل المواطنين السؤال عن السبب الداعي لجولة كهذه، وعلام يتكلف نفقات سفر الوفد الجائل في أرجاء أوروبا؟ ولن نتمكن من العثور على مبررات تنقل وجهة نظر رئيس حكومتنا. كل ما سمعناه هو تكرار للنصائح السامة التي تلبس لبوس عقلانية مفتعلة.
رئيس حكومتنا خرج من حصار المعارضة للسرايا، الحصار الذي لم يلحظه أحد إلا حين توهم الرجل أنه محاصر، مستصرخاً العالم ليدعمه في وجه مواطنيه الذين يحاصرونه، واليوم ذهب رئيس الحكومة إلى الخارج يائساً، سائلاً الدول التي صنعته مده بالمزيد من أسباب البقاء، المزيد من الدموع ليرميها أمام العرب، والمزيد من الديون ليطعم غول الفساد المنظم، والمزيد من القمع ليواجه به كل من تسول له من شعبه الاعتراض على إفراغ تداول السلطة سلمياً من معناه.
رئيس حكومتنا لا يعلم أن استيراد الديموقراطية الغربية أمر خطر، وهو ينسى ما جرى في العراق.