انحسرت العاصفة الثلجية فجر أمس نتيجة منطقة من الضغط الجوي المرتفع، بعدما كانت الثلوج قد قطعت الطرق الجبلية وعزلت بعض القرى.وتوقعت مصلحة الأرصاد الجوية في إدارة الطيران المدني أن يكون طقس اليوم صافياً إلى قليل الغيوم مع استمرار الارتفاع التدريجي في الحرارة، ويحذّر من خطر تكوّن الجليد على الطرق الجبلية وفي الداخل ليلاً وفي ساعات الصباح الأولى.
وأدى تراكم الثلوج والعاصفة الثلجية التي ضربت منطقة البقاع منذ يومين، إلى انهيار سقف منزل المواطن جورج عبد الأحد على قاطنيه، في المعلقة ـــــ زحلة، وهو مكوّن من ثلاث غرف وسطح تراب، ما أدى إلى وفاة زوجته إيزابيل مقدسي.
وفي التفاصيل أنه عند الساعة السادسة والنصف من صباح أمس سمع سكان حي المعلقة دوياً في الخارج فظنوا أن هزة أرضية ضربت المنطقة، ليتبيّن تهاوي المنزل على رؤوس قاطنيه. وعلى الفور حضر عناصر الدفاع المدني وباشروا برفع الأنقاض والتراب والأوحال وتبيّن لهم أن هناك شخصاً يتحرك في زاوية المنزل تبيّن أنه صاحب المنزل جورج عبد الأحد (مواليد 1918) الذي نجا من الموت، وعمل عناصر الدفاع المدني على نقله إلى مستشفى تل شيحا في زحلة، فيما عثر فريق البحث على زوجته إيزابيل (مواليد 1921) في إحدى زوايا المنزل متوفاة، فتدخل الصليب الأحمر اللبناني مع الدفاع المدني ونُقلت الضحية إلى المستشفى. كما حضر عناصر من قوى الأمن الداخلي وقائد فصيلة زحلة الرائد إدوار حداد الذي فتح تحقيقاً في الحادثة.
وعن أضرار العاصفة، تلقى رئيس تجمع مزارعي الجنوب وضاح فخري شكاوى من مزارعي الحمضيات والموز الذين تقدر خسائرهم بالمليارات، فطلب من الهيئة العليا للإغاثة إجراء مسح شامل للتعويض عن الخسائر، مشيراً إلى «أن مواسم الخيم البلاستيكية أتلفت بالكامل».
من جهته، قال نقيب صيادي الأسماك في صور خليل طه «إن أضراراً جسيمة لحقت بقوارب الصيادين التي هي مصدر رزقهم».
وفي النبطية أوضح رئيس بلدية عدشيت ـــــ النبطية ربيع ناصر أن العواصف الرعدية أدت إلى انهيار جزء من حائط دعم جسر كفردجال الذي يربط عدشيت بالنبطية وانخساف الطريق العام.
وفي دير عمار، نجت عائلة عثمان عيد من كارثة حقيقية، عندما انهار جدار دعم منزلهم بكامله، طامراً تحت ركامه سيّارتهم من طراز «بي. إم. دبليو»، ومحدثاً دوّياً هائلاً أثار هلعهم، وخصوصاً أنّه وقع في وقت متأخر من ليل أول من أمس.
وإذ لفت عيد إلى أنّ أحداً لم يصب بأذى، فإنّه أشار إلى أنّ أضراراً مادية كبيرة لحقت به، بدءاً بالسيّارة، وصولاً إلى الجدار الذي يزيد طوله على 20 متراً وارتفاعه على ستة أمتار، والذي «تجب إعادة بنائه بسرعة، خشية وقوع انهيار آخر، وحصول تصدعات في المنزل».
في موازاة ذلك، أدّى انهيار كمية كبيرة من الأتربة والصخور بسبب العاصفة الثلجية على الطريق المؤدية إلى بلدة قرحيا، في أعالي المنطقة الجردية في الضنّية، إلى انسدادها وعزل البلدة عن محيطها طيلة يوم أمس، قبل أن يعمل الأهالي على فتحها جزئياً صباح اليوم أمام حركة العبور، على أن تستكمل جرّافة تابعة لـ«اتحاد بلديات الضنّية» إعادة فتحها بالكامل هذا اليوم، وفق ما أشار رئيس بلدية بطرماز المجاورة مصطفى قرّة.
في جبل لبنان، واصلت الجرافات فتح الطرقات الجبلية، واستمرت المعاناة في قرى وبلدات المتن الأعلى وجرد عاليه، حيث عمل المواطنون على جرف الثلوج عن الطرق الفرعية والخاصة المؤدية إلى منازلهم.
ولم تتوقف الجرافات التابعة لـ«مركز جارفات الثلوج في المديرج» عن العمل من أجل فتح الطريق الدولية وتوسيعها بين ضهر البيدر صوفر مروراً بالمديرج، وظلت الطريق الدولية سالكة أمام السيارات المجهزة بسلاسل معدنية صباحاً، ولتصبح سالكة أمام جميع السيارات. وفي الوقت نفسه عملت جرافات وزارة الأشغال العامة على فتح الطرق الرئيسية في القرى التي يزيد ارتفاعها على ألف متر.
وفي راشيا، لم تحدث العاصفة الثلجية أضراراً كبيرة فاقتصرت على بعض الخيم البلاستيكية، وتكسر القليل من النصوب والأغصان. واستمر تدفق القاطرات والبرادات والشاحنات الكبيرة على طريق المصنع ـــــ راشيا ـــــ حاصبيا، حيث توجهت بحمولاتها من الدول العربية عبر الحدود السورية إلى الجنوب فبيروت بسبب صعوبة السير على طريق ضهر البيدر، وكذلك شهدت تلك الطريق حركة معاكسة من الجنوب وبيروت إلى دمشق عبر الخط عينه.

(شارك في التغطية: عامر ملاعب،نيبال حايك، عبد الكافي الصمد، وشريف سريوي)