فداء عيتاني
رئيس حكومتنا والقابض على صلاحيات رئاسة الجمهورية يتابع جولته في الغرب. وفي ظروف أقل توتراً، كان يمكن اعتبار الموقف البريطاني إهانة للبنان، إلا أن طلب رئيسنا استعصى على الجواب الدبلوماسي. فالرجل الذي يطلب كل الوقت دعماً من كل من يلتقيه، ولا يمانع بأي شكل من أشكال الدعم، محوّلاً بلاده إلى جمعية متسوّلة دون حدود، طلب هذه المرة قراراً دولياً جديداً يضاف إلى جملة القرارات التي استصدرتها الأمم المتحدة. وكان الجواب البريطاني هو دعم المبادرة العربية. إحدى أهم ميزات رئيس حكومتنا أنه لجوج، وقد سبق أن لجّ على مطلب رفع الضريبة على القيمة المضافة إلى 17 في المئة، وأعلن خطة مالية، لم يتمكن حتى تيار المستقبل وزعيمه الشاب من الموافقة عليها. واليوم، يبدو أنه من كثرة إلحاحه، يستبق حتى المصالح الغربية في تدويل الأزمة في بلاده، وإعلان موقف حازم من الحصار الذي سيطوّقنا في الآتي من الأشهر.
اللجاجة ميزة، إذ إنه من المؤكد أن رئيس حكومتنا لن يصل متأخّراً إلى الحج، ولكنه حتماً وصل قبل الموسم.