عكار ـ خالد سليمان
تمثِّل طرق عكار شاهداً على إهمال الدولة اللبنانية لهذه المنطقة، حتى إن وزارة الأشغال وضعت مخططاً توجيهياً منذ بداية الستينيات لتنفيذ طريق الجومة الذي يربط قرى هذه المنطقة وبلداتها بمركز القضاء (حلبا). ولغاية اليوم بقي وعدها حبراً على ورق، إلى أن بدأت مؤسسة فارس بالتعاون والتنسيق مع اتحاد بلديات الجومة بتنفيذ المشروع في تموز الماضي وسط ظروف صعبة، على أن ينتهي العمل به أوائل الصيف المقبل.
المهندس يعقوب الصراف المشرف على تنفيذ المشروع قال إن العمل بدأ في تنفيذ الطريق في تموز 2007 وتأخر لبعض الوقت بسبب حرب البارد. أما طوله فيبلغ 5,5 كلم وبعرض من 12 إلى 16 متراً، وسينتهي العمل به أواخر حزيران المقبل ويمر في قرى عدبل، القنطرة، ايلات، جبرايل، وضهر نصار. ويتفرع عنه عدد من الطرق التي تمر في بلدات عكارية أخرى، وهو شريان رئيسي في منطقة الجومة، ويربط قرى المنطقة بمركز القضاء عكار.
أصدرت وزارة الأشغال مخططاً لإقامة هذا الطريق بموجب المرسوم 10627 في عام 1962، ولتاريخه لم تقم بتنفيذ الطريق.
ويتضمن تنفيذ المشروع مواصفات فنية عالية وفقاً لمواصفات وزارة الأشغال ومجلس الإنماء والإعمار، كإقامة جدران للدعم مزينة بحجارة صخرية خاصة جلبت من الضنية وبعض المعامل في عكار، إضافة إلى تأهيل شبكات المياه والصرف الصحي والهاتف وإقامة أقنية لمياه الأمطار خلال فصل الشتاء ورصيف مشجر بأشجار الزينة الخضراء. وسيطلق على المشروع عند نهايته تسمية «بولفار عصام فارس».
وعن فوائد المشروع في عكار قال الصراف إنه يخلق فرص عمل لعدد من الشركات والعمال، على أن تكون الصيانة الدورية بعد انتهاء المشروع على نفقة مؤسسة فارس.
أما المشاكل التي واجهها المشروع عند تنفيذه، فهي بعض المخالفات على الطريق العام، ما اضطر الشركة المتعهدة إلى إزالة بعض الأبنية المخالفة كالتصوينات وغيرها بعد التعويض العيني على أصحابها الذين كانوا متعاونين إلى أقصى الحدود في سبيل إنجاح المشروع.
وعن التعاون مع وزارة الأشغال، قال الصراف إنه لا تعاون بين المؤسسة والوزارة «المشكورة، إذ إنها لم تعارض تنفيذ الطريق»، مشيراً إلى جهات نافذة حاولت عرقلة تنفيذ المشروع من دون أية أسباب واضحة.
من جهته قال مدير شركة صوفيل المنفذة للمشروع، نبيل طالب، إن الطريق ذو مواصفات فنية عالية، متوقعاً أن تنجز المرحلة الأولى من الأوتوستراد نهاية شباط الجاري. وأضاف: «إن الأهالي كانوا مسرورين جداً من الأعمال، وخصوصاً أهالي بلدة عدبل الذين لم يعترضوا على إزالة بعض المخالفات، بل سهلوا كل ما هو مطلوب للمشروع».
وعن المراحل الأخرى، قال طالب إنه سيُنفَّذ الأوتوستراد النموذجي من حلبا إلى الجومة مع إعداد دراسة كاملة للمشروع على مراحل ثلاث: الأولى تمتد من حي القبة في حلبا، وصولاً إلى ضهر نصار، والثانية من ضهر نصار إلى جبرايل، أما الثالثة فمن مفرق رحبة مروراً بتكريت وصولاً إلى عكار العتيقة. كما أن هناك دراسة لطريق بينو ــــ سفينة الدريب ــــ دير جنين ستنجز قريباً.
وقال مدير أعمال فارس في لبنان المهندس سجيع العطية لـ«الأخبار» إن هناك سلسلة مشاريع أنجزتها المؤسسة في عكار، آخرها وضع الحجر الأساس لمجمع عصام فارس البلدي في بلدة مشتى حسن وإقامة مركز لدار المعلمين في بلدة حرار وبئر وخزان مياه في بلدة الحويش وجرار زراعي لقرية حبشيت ومولد كهربائي لبلدة الجديدة، إضافة إلى التعويضات لذوي شهداء الجيش اللبناني في أحداث مخيم نهر البارد والمساعدات العينية ومنح المدارس لأبناء عكار كافة.