صيدا ـ خالد الغربي
أُسدلت الستارة أمس على الفصل الأخير من فصول ترحيل عائلات مقاتلي «فتح الإسلام»، التي كانت قد لجأت إلى مسجد دار الأرقم في مدينة صيدا، قبل أسبوع من انتهاء المعارك في نهر البارد، الصيف الماضي، حيث وصلت يومها 19 امرأة و37 طفلاً.
وبعد ثلاث دفعات من الترحيل إلى سوريا والأردن، جرى أمس ترحيل آخر هذه العائلات، وهي عائلة الأردني محمد عوض فلاح، الملقب بـ«أبو بكر» الذي قتل في معارك نهر البارد، وهي مؤلفة من زوجته هيا زكي أحمد (أردنية الجنسية) وطفليها مقدام (أبو طلحة، عمره ثلاث سنوات) ودُجانة وعمرها سنتان، حيث جرى نقل الطفلين إلى سوريا، على أن يلاقيا والدتهما في الأردن بعد أن تغادر إليه الأخيرة في وقت لاحق.
وعملية الترحيل من مسجد دار الأرقم جرت وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذتها قوة من المديرية العامة للأمن العام، وحضر عضوا رابطة علماء فلسطين الشيخ علي اليوسف والشيخ اياد أبو العردات، وتولّى نقل عائلة أبو بكر موكب للأمن العام، تَقدّمه رئيس دائرة الأمن العام في الجنوب العقيد موسى جفال، وضم أكثر من عشرة عناصر، بينهم مجنّدات في الأمن العام، قمن باصطحاب الطفلين، بعد أن ودّعتهما والدتهما إلى سيارة أقلّتهما ضمن الموكب إلى الحدود اللبنانية السورية.
وقال الشيخ علي اليوسف إنه بترحيل عائلة أبو بكر طويت آخر صفحة من قضية نساء مقاتلي فتح الإسلام، وإن الطفلين مقدام ودجانة سيلاقيان والدتهما لاحقاً في الأردن. وأكد رداً على سؤال أنه لم يعد يوجد في لبنان أحد من عائلات مقاتلي فتح الإسلام أو نسائهم، ما عدا من كنّ يُقمْن أساساً في لبنان.
من جهتها، سألت زوجة أبو بكر، هيا زكي أحمد، الله أن يجمعها قريباً بولديها في الأردن. وقالت وهي تودّع طفليها، بينما النقاب يغطّي وجهها، حمداً لله على أنه فرّج كربتنا، وهي لحظة كنا ننتظرها بفارغ الصبر، ومنذ أمد طويل.