عفيف دياب
هل من المسموح للجامعة العربية إنجاح مبادرتها في لبنان بعدما فشلت كل مبادراتها في فلسطين والعراق والسودان والصومال؟ فشل المبادرات العربية المتنوعة لوضع حلول لأزمات تعصف بدول عربية لم يكتب لها النجاح يوماً، وبالتالي لا يمكن مبادرتها أن تنجح في لبنان الذي يشهد ضجيجاً سياسياً، وأحياناً أمنياً، تغطيةً لما يجري في المنطقة هو أكبر وأقوى مفعولاً من المبادرة العربية التي «ماتت وحان موعد دفنها» كما تقول إحدى الشخصيات السياسية المعارضة، التي تُعَدُّ مُقَرَّبة من سوريا، كما أن: «البازار السياسي الدائر على أكثر من محور عربي ودولي بين نجاح عقد القمة العربية في دمشق والحل في لبنان، أو القمة مقابل الحل، هو أمر غير وارد عند القيادة السورية التي تصر على عقد القمة مهما كلف الأمر والثمن السياسي والاقتصادي، وأن تتحمل الأطراف المعرقلة لنجاحها المسؤولية الكاملة عن إلغاء الجامعة العربية ودورها».
وتؤكد هذه الشخصية أن «المبادرة العربية لن تنجح في لبنان، ولا حل قريباً، أو حتى نصف حل، قبل القمة العربية، وتالياً قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، ومن هنا علينا أن نتعايش مع الوضع القائم، رغم كل ما نعانيه من حالات استنزاف كبيرة تطاول كل الأفرقاء المحليين، الذين أيقنوا واقتنعوا بأن لا مصلحة لأحد منهم في تفجير أمني، وهذا الاقتناع أصبح أكثر رسوخاً عند بعض أصحاب القرار السوري والعربي، وأيضاً الأميركي».
ويضيف: «الظروف الدولية والإقليمية لا تسمح بحل في لبنان، ومن هنا فإن جميع الأفرقاء المحليين، وأيضاً بعض العرب، يقولون همساً: «لماذا نعقد اتفاقات وتفاهمات في ما بيننا والظروف الإقليمية والدولية لم تنضج بعد؟».
وبعد أن تجزم هذه الشخصية المعارضة «إنني لا أرى حلاً، ولكنني لست متشائماً»، فإنها تبدي تخوفها الكبير من «مال المؤامرة» الذي يوزع عشوائياً في لبنان ومن أكثر من جهة محلية وعربية ودولية، مع اقتناعه بأن «الأكثرية، وتحديداً السنية السياسية، لن يقدما على انتخاب رئيس بالنصف زائداً واحداً رغم الإصرار الأميركي، ودمشق ترى في هذا الأمر إيجابياً، وإن كان بعض ساستها من الصف الثاني مع بعض كبار الأمنيين يتمنون إقدام الأكثرية على انتخاب رئيس للجمهورية بالنصف زائداً واحداً غير العماد ميشال سليمان».
وحول ما يحكى عن «أمر سياسي ما: يعد له الرئيس نبيه بري، تقول الشخصية المعارضة إن رئيس مجلس النواب «يفتش عن حل، وإن كان يعرف في قرارة نفسه أن أي حل أو فكرة حل لن يكتب لهما النجاح، فهو يدرك أن الحل ليس في لبنان، وما علينا سوى انتظار القمة العربية في دمشق وقراءة ارتدادات عدم
عقدها»!