عين الحلوة ــ خالد الغربي
يتردد الحاج أبو عدنان الأسدي 75 عاماً، قليلاً قبل أن ينهال بعصاه التي تساعده في حركة تنقله داخل أزقة المخيم، ضرباً على صورة للرئيس الأميركي جورج بوش معنونة بـ«الإرهابي» كانت حاضرة في الاعتصام الذي أقامته حركة حماس في اليوم العالمي للتضامن مع غزة. تردد الأسدي، وهو من الرعيل الأخير للاجئين في لبنان ممن عايشوا نكبة بلادهم، لم يكن بدافع تبرئة بوش، بل لأن الأخير «ربه سيحاسبه على جرائمه بأبشع حساب» قبل أن يعدل: «نحن منحاسبه بالدنيا والله بالآخرة» ليختم الأسدي التشفي من بوش بالدوس على صورته ممهداً الطريق لعشرات أقدام الفتية ليحذوا حذوه.
وفي يوم التضامن العالمي مع غزة، أقامت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مجموعة اعتصامات في مختلف المخيمات الفلسطينية رفعت خلالها صور لقادة حماس والمقاومة والشهداء وصور للشهيد عماد مغنية وخلفه صورة المسجد الأقصى، ولافتات منددة تدعو إلى نصرة غزة: «ارفعوا الحصار الظالم عن غزة، افتحوا المعابر»، وأخرى تقول: «في يوم التضامن مع غزة... أغيثوا غزة». كذلك حمل المشاركون رايات حماس الخضراء وهتفوا بأعلى حناجرهم طالبين من القسام (الجناح العسكري لحماس) الانتقام من العدو: «يا قسام ويا قسام يلا يلا الانتقام».
مسؤول حماس في منطقة صيدا، أبو أحمد فضل، وإذ دان ما سماه القمع والتنكيل بالحمساويين في الضفة الغربية، رأى في العدوان المستمر من خلال الحصار الأميركي الصهيوني على غزة هدفاً يتمثل بالقضاء على المقاومة، ورأى أن ذلك يكون بمشاركة عربية ومشاركة السلطة الفلسطينية. ورأى أن التفاوض مع العدو لا يفيد شيئاً، داعياً إلى التمسك بخيار المقاومة خياراً استراتيجياً. كما طالب بلجنة لبنانية فلسطينية للعمل على فك الحصار عن قطاع غزة.
كما شهد مخيم عين الحلوة «هابي بيرثداي» ثورياً، إذ نظمت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين بمناسبة ذكرى انطلاقتها الـ 39 احتفالاً ، حيث استُبدل قالب الكاتو بشعلة أُوقدت في باحة المركز الرياضي الفلسطيني داخل المخيم، وحيث تشابكت أيادي القيادات الفلسطينية في إيقادها وغنى الجميع «سنة حلوة يا ثورة ويا جبهة.. وثورة ثورة ثورة حتى النصر». وألقى عضو قيادة الجبهة خالد أبو سويد كلمة أكد فيها على «ثالوث مقدس هو حق العودة، وهو ليس ملك الرئيس جورج بوش وجرائمه، وتقرير المصير وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس».
وأعقبت ذلك مسيرة حاشدة باتجاه مقبرة الشهداء شارك مسؤولو الفصائل فيها وتقدمتها فرق كشفية ورياضية وحملة الأعلام الفلسطينية وصور القادة والشهداء مع صورة عملاقة للشهيد عماد مغنية. كما تقدم المسيرة فصيل مسلح من الجبهة التي زينت مراكزها ومواقعها بالرايات الحمراء وصور أمينها العام نايف حواتمة وشعارات «نحن حزب مقاوم مسلح» وكتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية ـــــ الجناح العسكري للجبهة» و«22 شباط فجر جديد في تاريخ الثورة والشعب».
وللمناسبة أضاءت الجبهة الديموقراطية شعلة الانطلاقة في احتفال أقيم في ساحة المركز الثقافي الفلسطيني في مخيم البص ـــــ صور. كما نظمت الجبهة الديموقراطية مسيرة وإيقاد شعلة في مخيم شاتيلا، تحدث خلالها مسؤول الجبهة في بيروت وعضو قيادتها في لبنان علي محمود.
وفي البداوي نظم «تحالف القوى الفلسطينية» في الشمال أمس، اعتصاماً أمام مكتب مدير وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في مخيم البداوي، احتجاجاً على الاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها قطاع غزة.