نعمت بدر الدين
قصدها وزير الخارجية السعودي حين قال: «حان الوقت لكي يتحمل العالم العربي والدولي مسؤولياته لإنقاذ هذا البلد الذي يمثِّل نموذجاً فريداً فى التعاون». مصادر دبلوماسية عربية مواكبة لجولة الوزير السعودي تساءلت عمن يدعوه الفيصل إلى إنقاذ المبادرة العربية، وخصوصاً أن السعودية هي الدولة الأشدّ تأثيراً في المبادرة وفي النائب سعد الحريري الذي أعلن رفضه صيغة حكومة المثالثة.
ورأت المصادر أن جولة الفيصل لم تستهدف غير الدفع باتجاه تدخل ما لمجلس الأمن الدولي، ونعي المبادرة العربية، ما يعني اقتناعاً بأن هذه المبادرة لم تطلق لتنجح، بل لتسهل مرحلة ما بعد فشلها، وتحضر الأجواء لانتخاب رئيس بنصاب النصف زائداً واحداً، وذلك بعد القمة العربية العادية المقررة في دمشق أواخر الشهر المقبل.
وأكدت المصادر نفسها أن الهاجس الأول الذي سيطر على جولة الفيصل كان الموضوع «السني ـــــ الشيعي»، وخصوصاً بعد تطورات العراق، إذ إن السعوديين لا يستطيعون تحمل خسارة السنة في لبنان أيضاً، إضافة إلى التوتر السوري ـــــ السعودي ومحاولة الرياض كسر شوكة دمشق استباقاً للقمة العربية. وقالت إن الفرنسيين لا يتدخلون اليوم في جولات عمرو موسى، ويكتفون بدور المراقب بعد محاولتهم الأخيرة أخذ الأزمة نحو التدويل التي اصطدمت بتحفظات أوروبية، فضلاً عن تحفظ روسي وصيني.
ومن جهتها قالت مصادر دبلوماسية لبنانية مواكبة لجولتي كل من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والوزير الفيصل إن هاتين الجولتين تتكاملان، إن لجهة التنسيق أو لجهة القضايا التي تصدّرها التخويف من «الخطر الشيعي الإيراني»، وهاجس «الفتنة السنية ـــــ الشيعية»، «والحرب المفتوحة التي يريد شنها حزب الله على إسرائيل»، «والعرقلة السورية».
وأوضحت المصادر أن الهدف الأول لجولة السنيورة العربية والأوروبية كان «استجلاب الدعم لحكومته، لكونها السلطة الشرعية الوحيدة الموجودة في لبنان»، فهو يجد نفسه اليوم الجامع للسلطات، وقد استُقبِل في العواصم التي زارها على أساس أنه الرئيس اللبناني. واشارت إلى أن حشد الدعم لحكومته «كان على الصعيدين المعنوي والمادي»، لتمكينها من الصمود حتى التوصل إلى حل لأزمة رئاسة الجمهورية، واحترازاً من أي تصعيد داخلي ينجم عن الجو المتوتر، وجاءت ترجمة ما تلقاه من وعود سريعة عبر الدعم العملي والتوقيع على قروض تندرج في إطار تعهدات مؤتمر باريس 3، لإضفاء مزيد من الشرعية على حكومته وإظهار أنها تمثل جميع اللبنانيين، وخصوصاً قبل انعقاد القمة العربية العادية في دمشق الشهر المقبل.