نادر فوز
جال الرئيس فؤاد السنيورة في أوروبا، فتلقّى الدعم السياسي اللازم، والدعم الاقتصادي الموعود به بحسب مؤتمر باريس ـــــ3، إضافةً إلى تكريس الحكومة اللبنانية ممثلاً شرعياً للبنانيين.
عاد السنيورة، فانهمرت الاتصالات الهاتفية من السرايا الحكومية في اليومين الماضيين، فما إن حطّت طائرة الرئيس في مطار بيروت الدولي حتى صال بهاتفه على أكثر من عشر شخصيات بين سفراء ووزراء خارجية عرب وأوروبيين، دون أن ينسى بالطبع الأفرقاء اللبنانيين والقيادات الروحية.
وجاءت هذه الاتصالات، بحسب أحد الأكثريين المطّلعين، لإعلام المتَّصَل بهم بآخر التطورات من جولة السنيورة الأوروبية، ونتائجها على كل أصعدة الأزمة، بدءاً بزيارة عمرو موسى، فالعلاقات العربية والقمة العربية المقبلة.
ويرى عضو قيادة تجمّع 14 آذار، النائب السابق فارس سعيد، أنّ الرئيس السنيورة «يأخذ دائماً على عاتقه تأكيد حضور لبنان وترسيخ وجوده في العالم»، مشيراً إلى ضرورة توطيد العلاقات مع الخارج، خاصةً «إذا كان المجموعة الأوروبية التي تربطها بلبنان علاقات سياسية واقتصادية ممتازة». وبعيداً عن السياسة، لفت سعيد إلى حضور الوزير جهاد أزعور جولة السنيورة، «ما يعطي الطابع الاقتصادي والمالي لهذه الزيارة»، مستبعداً أن يكون ثمة أيّ أمر استثنائي على صعيد المواقف السياسية «فالرئيس السنيورة شدّد على التمسّك بالمبادرة العربية».
ونفى سعيد أي علاقة بين جولة السنيورة والقمة العربية، لافتاً إلى أنّ «أركان النظام العربي يعبّرون عن فشل القمة في دمشق إذا لم تُحلّ كل الأزمات العربية وانتخاب رئيس للجمهورية»، نافياً أي وعود عربية تلقّتها الأكثرية بشأن إفشال قمة دمشق.
وفي ما يخص الاتهامات بأن السنيورة يهدف إلى تدويل الأزمة المحلية، أكد سعيد أنّ رئيس الحكومة، كما الأكثرية، «يملكان الجرأة الكافية للتوجه إلى مجلس الأمن لتدويل الموضوع، كما فعلنا سابقاً في المحكمة الدولية»، مشدداً على أن الموالاة ليست بصدد هذا الخيار.
وفيما تصرّ بعض شخصيات الأكثرية على اعتبار كثافة الاتصالات هذه شكليات اعتيادية، يضعها أحد مسؤولي المعارضة في إطار «التنسيق الدائم بين السلطة والحكومات العربية المنحازة لها». وعن موقف الأكثرية العربية، أكد المسؤول أنّ الدول العربية «راحت بعيداً في الأزمة اللبنانية بحيث ربطها ربطاً وثيقاً بالأزمة العربية»، مشيراً إلى أنّ الدول العربية «المعتدلة»، اتّخذت جميعها خيار «الذهاب عميقاً في المشروع الأميركي التقسيمي».
وعلى صعيد القمة العربية، أكد المسؤول المعارض أنّ هذه الجولات التي تقوم بها قيادات الأكثرية، «ليست إلا لتبريك الموقف العربي المتّجه أكثر إلى السلبية من سوريا وإمكان عقد القمة العربية في دمشق»، في إشارة منه إلى زيارة الرئيس المصري إلى السعودية.
ووصف المسؤول حراك السنيورة الهاتفي بـ«الهستيري، نظراً لخيبة أمله من جولته الأوروبية التي لم تحقق النتائج الكاملة التي أرادها وفرقاءه»، كاشفاً أنّ رئيس الحكومة لم يستطع إقناع نظرائه الأوروبيين بوضع المزيد من الضغوط على المعارضة والنظام السوري، إذ «اقتصر الدعم السياسي الغربي على الدعم المعنوي، تاركين الباقي على العرب».