فداء عيتاني
لا شيء يمكن تقديمه، الآن عمرو موسى يجول دون طائل، والمواقف على حالها، ولم يعد أي عامل يستجد في توازن المعادلة السياسية السلبيّ، لم يعد من شيء يمكن تقديمه للناس، إلا ما يسلّيهم ويسهل عليهم الانتظار، البعض ينتظر رئيساً، صار يوهم نفسه بأن البلاد ستكون جنّة عدن حال انتخاب رئيس، أي رئيس. وآخرون ينتظرون حرباً ستشنّها إسرائيل، وبعض السياسيين ينتظر أن يسود الوئام لإعادة توزيع المغانم، والخليجيون ينتظرون أفضل الأوقات لسحب استثماراتهم، والإسرائيليون ينتظرون رد فعل حزب الله على اغتيال القائد مغنية لدرس كيفية استكمال «عام الاغتيالات» ضد الحزب، والأميركيون ينتظرون انتخاباتهم. وتطول لائحة الانتظار، تصل إلى إيران والعراق وأفغانستان وفلسطين، ولا تتوقف عند صربيا والسودان. الكل بانتظار شيء ما كأن الطاعون الاميركي أصاب الجميع، فباتوا بحكم المؤجل. وحدها دول الخليج بدأت تطلب من الناس عدم زيارة الناس، والسنيورة يدور مستمتعاً حول الأرض طالباً إطالة عمر الأزمة عبر تدويلها لينضمّ إلى نادي الحكام طويلي العمر.