ما إن أنهى شبان يافعون يرتدون زيّاً أسود تلاوة قسم الولاء والعهد «لعمادهم» الشهيد عماد مغنية، الذي بدا في صورته التي أُزيحت الستارة عنها في حفل أقامه أمس حزب الله في منطقة أبو الأسود (خالد الغربي)، كمن يمعن النظر في أداء هؤلاء الشباب ومطمئناً إلى سير المسيرة، حتى وزّعت على الجمهور المشارك الحلوى والعصائر، ليس فقط كواجب ضيافة إنما أساساً تأكيداً على الغنم بالحسنيّين «ببشارة النصر الآتي»، كما ذيلت صورة مغنية، و «الشهادة» التي نعم بها ومن سبقوه ومن ينتظرون.في الاحتفال عن إزاحة الستار عن صورة عملاقة بدت مجسّماً للشهيد مغنية عند تقاطع الطرق في محلة أبو الأسود، كان طيف الرجل حاضراً بقوة، وأمكن الشبان «الصغار» الذين تلوا أمس قسم الولاء والمقاومة وهم في زيّ الميدان والقتال، استعراض مهاراتهم من خلال عروض قتالية وفنون دفاعية سبقت الاحتفال بازاحة الستار، وتقديم ما لديهم من مخزون تعبوي أبدع «المقاوموناليافعون» فيه قفزاً ولوحات «جهادية»، فرسموا بأجسادهم قبة المسجد الأقصى، وانتفضوا في لوحة أخرى بأجسادهم أيضاً لتحطيم جدارات الفصل وإسقاط العلم الإسرائيلي. فنون تمت تحت ناظري عمادهم، وبعدما تلقّى من أقسموا الولاء على المضيّ قدماً في خيار المقاومة من آمرهم أمر «استعد» و«مكانك وتقدم»، حتى راحت النعال تدوس علم أكبر دولة أي الولايات المتحدة الأميركية، إلى جانب علم إسرائيلي بدا مهزوماً، ثم راحت الأصوات تصدح منهم «لبيك يا نصر الله وعدنا لك يا عماد أن نهزمهم والنصر آت».
عابرون كثر كانوا يمرّون على الاتوستراد استوقفهم المشهد، لكن صورة مغنية دلت على ما يحصل، فتضامن من تضامن، إمّا برفع إشارة النصر، وإمّا بركن السيارة والمشاركة في الاحتفال.
أزاح راعي الحفل نائب حزب الله حسن حب الله الستار عن صورة مغنية، التي زُرعت على جانبيها شتلتا أرز، تأكيداً على ري أرز لبنان بالدماء، وشاركته ثلة من قادة الحزب على المستوى المحلي، ومخاتير ورؤساء بلديات، وعلى وقع موسيقى كشافة المهدي التي قدم بعض أشبالها لوحات قتالية. وألقى حب الله كلمة أكد فيها أن «المقاومة قادرة على تحقيق انتصار جديد، وأن إسرائيل أضعف من أن تفكر في شن أي عدوان على لبنان، لأنه لم يعد الدخول إلى لبنان كما كان في الماضي مجرد نزهة».
وفي سياق متصل، نظّم «حزب الله» مجلس عزاء وتبريك عن روح مغنية في حسينية سحمر في البقاع الغربي، وكان في مقدمة مستقبلي الوفود الشعبية والفاعليات النائبان جمال الطقش وناصر نصر الله، النائب السابق فيصل الداود وحشد من الشخصيات العسكرية والفاعليات، ووفود شعبية وهيئات روحية من مختلف قرى وبلدات راشيا والبقاع الغربي.
وألقى الداود كلمة الأحزاب والقوى الوطنية، وقد جاء فيها: «في حضرة البطل المقاوم، نرى في المقلب الآخر أشباه رجال يحتكرون سلطة لا شرعية ولا دستورية ويتبجّحون بلا حياء وبالسباب والشتائم وهي من شيمهم، علّهم يطالون ظفر قدم مقاوم من مقاومينا الأشاوس، فكيف بالأحرى أصحاب المقامات والهامات الشامخة».
وتحدث الطقش باسم «حزب الله»، فأكد «أن جولاتهم العربية والدولية لن تطفئ النور المنبعث من وجه عماد مغنية». وأضاف: «تعالوا إلى شراكة حقيقية تعالج أساس المشكلة، شراكة فيها منعة للوطن وانسجام مع الذات والتاريخ».
إلى ذلك أقام «حزب الله» عدداً من مجالس فاتحة وتبريك عن روح الشهيد مغنية في عدد من القرى الجنوبية. ففي بلدة الغازية أُقيم مجلس فاتحة حضره النائبان ميشال موسى وبيارو سرحال، قاضي شرع صيدا الشيخ أحمد الزين، الأب سليمان وهبي ممثلاً المطران حداد، وشخصيات دينية وروحية ووفود حزبية وبلدية واختيارية وجمعيات ونواد وحشد من أهالي المنطقة.
كما أقام الحزب مجلس فاتحة وتبريك في بلدة جباع، حضره رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ووفود حزبية وممثلون عن عدد من الجمعيات والأندية ورؤساء بلديات ومخاتير. وتلا المجلس الشيخ عدنان الربيعي.
وفي بلدة كوثرية السياد، أقام الحزب مجلس عزاء، في حضور فاعليات وحشود شعبية. وتحدث عضو المجلس السياسي لـ«حزب الله» محمد حدرج الذي قال: «المقاومة في لبنان، استطاعت أن تكسر شوكة إسرائيل وتكشف وهنها وضعفها رغم كل التأهيل الذي تتمتع به. من هنا عاش المجتمع الدولي حالة قلق على وجود إسرائيل ومستقبلها واستقرارها في المنطقة».
وفي بلدة أنصار أقام «حزب الله» وحركة «أمل» مجلس فاتحة وتبريك، في حسينية بلدة أنصار، تحدث خلاله مسؤول المكتب السياسي في الجنوب لحركة «أمل» أبو أحمد الصفاوي والمسؤول السياسي في الجنوب لـ«حزب الله» الشيخ حسن عز الدين، .
وفي بلدة التليلة في البقاع أقام حزب الله مجلس فاتحة وتبريك شارك فيه حشد من أبناء قرى وبلدات غربي بعلبك، وكان في استقبالهم النائب علي المقداد.
من جهة ثانية، أقام «حزب الله» مجلس عزاء في النبطية الفوقا لمناسبة الذكرى السنوية لشهداء البلدة وأربعين الإمام الحسين وعن روح الشهيد مغنية، حضرته شخصيات وفاعليات البلدة وحشد من أهالي البلدة والجوار، وتلا المجلس الشيخ باسم دبوق.
وفي ذكرى أسبوع الشهيد علي نعمه سعيد بزي، اقام «حزب الله» احتفالاً تكريمياً حاشداً أقيم في مجمع المرحوم الحاج موسى عباس في مدينة بنت جبيل، حضره لفيف من العلماء والشخصيات والسياسية وفاغليات وحشد من الأهالي والمواطنين. وتخلّلت الاحتفال كلمة لعضو المجلس السياسي في الحزب الشيخ عبد المجيد عمّار، الذي أكّد «استمرار المقاومة وبقاء سلاحها في مواجهة العدوان الإسرائيلي».
(الأخبار، وطنية)