strong>سجن زحلة: 230 موقوفاً في مساحة لا تزيد على 150 متراً مربعاً، من دون أجهزة تدفئة أو تبريد أو باحات للنزهة. وقد تمكّن بعض نزلائه أمس من خرق الإجراءات الأمنية والفرار، غير مخلّفين وراءهم سوى حارس مغمى عليه
شهد سجن زحلة، يوم أمس، أكبر عملية فرار تمكن فيها 10 من نزلائه من الفرار في وضح النهار، بعد استيلاء أربعة منهم على سلاح رجال الأمن المولجين حماية المبنى من الداخل والخارج. وتمكن بعض الأهالي بمشاركة الأجهزة الأمنية من توقيف 6 من الفارين، ولا يزال البحث جارياً لتوقيف الباقين من قبل القوى الأمنية التي نفذت عمليات دهم وانتشار واسعة في مدينة زحلة ومنطقة البقاع بمشاركة الجيش اللبناني.
وفي تفاصيل العملية أنه بعد ظهر أمس، وأثناء تكليف عدد من المساجين بنقل النفايات من داخل السجن إلى الباحة الخارجية بمراقبة عنصر من المكلفين حماية مدخل السجن من الداخل (يسمح لأحد السجناء بالقيام بأعمال كهذه من الذين ستنتهي مدة محكوميتهم في وقت قريب)، وفي عملية خطط لها سابقاً قام عدد من السجناء بمهاجمة عنصري الحماية من الداخل والخارج وانتزعوا منهما بندقية كلاشنيكوف، وحجزهما داخل غرفة المناوبة. وقد تمكن عشرة نزلاء من الفرار إلى خارج المبنى وتوزعوا في الأحياء الداخلية بمحيط السجن. وقام أربعة من الفارين بسلب المواطنة سهام كرباج سيارتها من نوع مرسيدس بقوة السلاح الذي انتزعوه من عناصر السجن وفروا إلى خارج المدينة.
المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أعلنت مساءً أن عملية الفرار حصلت بعدما أخرج عدد من السجناء النفايات من داخل السجن إلى غرفة جانبية بالقرب من غرفة إدارة السجن، وأوهموا الرتيب المناوب أنهم عادوا إلى الداخل، فيما هم اختبأوا فيها. وأثناء قيام عامل التنظيفات (من خارج السجن) بإخراج النفايات إلى الباحة الخارجية، أقدم هؤلاء السجناء على دفعه ورتيب الخدمة المناوب والحارس الداخلي ومنعوهم من الحراك، فيما استولى آخرون في الوقت نفسه على بندقية كلاشنيكوف شهروها بوجه الحارس الخارجي للسجن، وعاجلوه بضربة على رأسه أفقدته الوعي وتمكنوا من الفرار إلى جهة مجهولة.
أحد المواطنينِ (ش. س.) من الذين كانوا موجودين في المحلة، وشاهد عملية الفرار بكل تفاصيلها قال لـ«ألأخبار» إنه بعد الضجة والصراخ تجمع عدد كبير من المواطنين وقاموا بملاحقة الفارين في الطرقات والأحياء وتمكنوا مع الأجهزة الأمنية من توقيف كل من: حسن ن. ـ فادي أ. ـ حسن د. ـ حسن أ. ـ علي ع. ـ علي غ. فيما لا يزال البحث جارياً لتوقيف الباقين الذين هربوا بواسطة السيارة المسلوبة، وهم: علي ز.، موقوف بموجب 30 مذكرة توقيف بجرائم، أهمها: تشكيل عصابة سلب والاتجار بالمخدرات والسرقة والتزوير ـ حسن ز.، موقوف بموجب ثلاث مذكرات توقيف بجرم مخدرات وتزوير ـ حسين م.، محكوم عشر سنوات بجرائم مخدرات وسلب وخطف والاتجار بالأسلحة ـ حميد ج، موقوف بموجب مذكرتي توقيف بجرم الاتجار بالمخدرات وقرار جزائي بغرامة مالية.
وبعد حالة من الارتباك في صفوف الأجهزة الأمنية، تم إطلاق أكبر عدد من الدوريات في جميع المناطق البقاعية، بمشاركة الجيش اللبناني الذي أقام حواجز متنقلة وثابتة في مناطق عدة، أخضعت السيارات للتفتيش الدقيق، ما أدى إلى ازدحام سير على الطرقات الرئيسة والفرعية. وعممت غرفة العمليات في منطقة البقاع على جميع مراكزها في البقاع للعمل على توقيف الفارين الأربعة. ولا بد من الإشارة إلى أن اثنين من الفارين محكومان بجرائم مخدرات، فيما حُكِم ثالث بجرائم سلب مسلح، أما الرابع فموقوف بجرائم قتل.
وعلمت «الأخبار» من مصادر خاصة أن أحد نزلاء سجن زحلة قد أبلغ ذويه منذ أسبوعين أن عملية فرار كبيرة يتم التحضير لها داخل السجن، وأن أهل السجين أبلغوا الأجهزة الأمنية بما يدور بين جدران الزنازين، لكن قوى الأمن لم تأخد الأمور على محمل الجد، ولم تتخذ الإجراءات اللازمة لتفادي ما حصل.
ولا بد من الإشارة إلى أن عملية الفرار التي حصلت في سجن زحلة من أكبر العمليات في تاريخه، والأكثر سهولة في السجون اللبنانية منذ سنين طويلة، حيث لم يتمكن عدد سجناء مماثل من الفرار في وضح النهار وبهذه السهوله التي اعتمد عليها الفارّون.