85 %يؤيّدون العمل على إسقاط الكيان الصهيوني61 % يؤيّدون حق المقاومة في الرد على الإغتيال
55 % يعتقدون أن إسرائيل في طريقها إلى السقوط
53 % يشكّون بوقوف الحكومة إلى جانب المقاومة في حال نشوب حرب

أجرى مركز بيروت للأبحاث والمعلومات استطلاعاً للرأي حول تداعيات عملية اغتيال عماد مغنية وأحقيّة حزب الله بالرد عليها، إمكان إسقاط اسرائيل ومدى تأييد اللبنانيين للعمل على إسقاط هذا الكيان. نُفِّذ الاستطلاع بين 19 و22 شباط الجاري، وشمل عيِّنة من 800 مستطلَع، واعتمدت فيه منهجية إحصائية تلحظ التوزع الطائفي والمناطقي، و الفئات العمرية المختلفة من الجنسين



عبدو سعد*

قراءة في نتائج الاستطلاع

رغم الانقسامات اللبنانية العميقة والاستقطابات الطائفية الحادة، ورغم التوترات المذهبية التي تشهدها الساحة اللبنانية منذ فترة والانغماس في السجالات والتعقيدات في الزواريب الداخلية، فإن ثمة قناعات وطنية لم تستطع المعطيات السابقة النيل منها، حيث إن التوجهات الأساسية تجاه الصراع مع إسرائيل لم تتغير تقريباً.

•هل تعتقد بأن إسرائيل خرقت الحدود التقليدية للصراع باغتيالها عماد مغنية خارج لبنان؟
ــ أظهر الاستطلاع أن غالبية كبيرة من اللبنانيين، بلغت نسبتها نحو 64%، تعتقد بأن إسرائيل قد خرقت الحدود التقليدية للصراع، وهذا الرأي يستبطن إدانة لإسرائيل وتعاطفاً مع مغنية ومقاومته.

• هل يحق لحزب الله الرد على هذه العملية؟
ــ رغم الكلفة الباهظة التي دفعها اللبنانيون بشكل عام، والشيعة بشكل خاص، نتيجة الحرب التي شنتها إسرائيل منذ سنة ونصف تقريباً، فإن الأغلبية الساحقة من الشيعة (92%)، أعطوا حزب الله حق الرد على عملية اغتيال القيادي البارز عماد مغنية، بالرغم مما قد يحمله هذا الرد من تداعيات. وكذلك أيّدت أغلبية مسيحية بلغت نحو 56%، وأقلية سنية وازنة (41%) هذا الحق بالرد على إسرائيل المتهمة باغتيال مغنية. ويبدو أن التأييد المرتفغ نسبياً لدى المسيحيين ناتج من تأثير ورقة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله، بحيث من المرجح أنه لولا هذا التفاهم لما كان هذا التأييد وصل إلى هذا المنسوب. والجدير ذكره أنه ليس كل أنصار المعارضة أيّدوا حق الرد، ولا كل أنصار الموالاة عارضوه، إذ كشف الاستطلاع أن نحو 26% من أنصار المستقبل، ونحو 20% من الاشتراكيين ونحو 13% من القوات اللبنانية، أبدوا تأييدهم لحق الرد، في مقابل نحو 11% من أنصار التيار الوطني الحر، ونحو 10% من أنصار المعارضة ـــ بمختلف فرقائها ـــ عارضوه. وأيضاً، أبدى نحو 64% من الذكور من سائر المستطلَعين تأييدهم لأحقية حزب الله بالرد على عملية الاغتيال، في مقابل 57% من الإناث، وتبيّن أن الفئة العمرية الشابة كانت أكثر حماسة للرد من باقي الفئات، إذ بلغت نسبة التأييد نحو 64% منهم.

• هل تعتقد بأن حزب الله سيردّ على أهداف مدنية؟
ــ كشف الاستطلاع أن أغلبية كبيرة من اللبنانيين بلغت نحو (62%) استبعدت احتمال أن يأتي رد حزب الله على أهداف مدنية للثأر من إسرائيل، وهذا ما يدل على أن الأغلبية من اللبنانيين يثقون بأن يد حزب الله قادرة على الوصول إلى مواقع غير مدنية.

• هل تعتقد بأن عملية الاغتيال تستهدف جر لبنان إلى حرب جديدة؟
ــ يرى نحو ثلثي المستطلَعين، وأكثرية من جميع الطوائف، أن إسرائيل أرادت من خلال اغتيالها الحاج مغنية جرّ لبنان إلى حرب جديدة، وقد يعود تكوّن هذا الرأي إلى الاعتقاد بالطبيعة العدوانية لإسرائيل، إضافة إلى نتائج تقرير لجنة فينوغراد الذي نصح باسترداد هيبة إسرائيل بعد إخفاقاتها في حرب تموز.

• هل تعتقد بأن حكومة السنيورة ستقف إلى جانب المقاومة في حال نشوب حرب جديدة؟
ــ يظهر الاستطلاع أن أكثرية ساحقة من الشيعة (82%)، وأكثرية مسيحية (54%)، لا تعتقد بأن حكومة السنيورة ستقف إلى جانب المقاومة في حال نشوب حرب جديدة، وقد يرد ذلك إلى اعتقادهم بأن مواقف الحكومة، خلال حرب تموز 2006 وبعدها، لم تكن إلى جانب المقاومة، إضافة إلى الاتهامات المتكررة الموجهة إليها بالتواطؤ مع إسرائيل.

• هل تعتقد بأن إسرائيل في طريقها إلى السقوط كما قال السيد نصرالله؟
ــ بيّن الاستطلاع أن أكثرية من اللبنانيين (56%)، وأكثرية ساحقة من الشيعة (89%) تعتقد بأن إسرائيل في طريقها إلى السقوط، هذه الإجابات تستبطن ثقة بكلام السيد حسن نصر الله، واعتقاد بالقدرة العسكرية للمقاومة على المساهمة في ذلك، مستحضرين تداعيات حرب تموز في صيف 2006 على إسرائيل، والتي أكدها تقرير فينوغراد الأخير. وهنا أيضاً، لم تر كل القوى المؤيدة للمعارضة إمكان سقوط النظام الصهيوني، كما لم تستبعد كل قوى الموالاة هذا الأمر.

• هل تؤيد العمل على إسقاط النظام الصهيوني؟
ــ أظهرت نتائج الاستطلاع أن العداء المتأصل عند اللبنانيين تجاه إسرائيل، يقفز فوق كل الخلافات السياسية بينهم، حيث أبدت أكثرية ساحقة من اللبنانيين (85%) تأييدها للعمل على إسقاط الكيان الصهيوني. فمن ناحية مبدئية، ترفض الأكثرية الساحقة من اللبنانيين وجود إسرائيل، حيث تشير هذه النتيجة إلى أن القاسم المشترك بين هذه الأكثرية من اللبنانيين بشكل عام، والمسلمين بشكل خاص، هو العداء المبدئي لوجود الكيان الإسرائيلي، وهو عداء يتجاوز الطابع السياسي ـــ المرحلي إلى الاستراتيجي ـــ الوجودي.
أما بالنسبة إلى المسيحيين، فمنهم من يكنّ العداء لهذا الكيان على خلفية (لاهوتية) دينية وتاريخية، ومنهم من يعاديها بسسب عدوانيتها الدائمة ورفضها لأي سلام حقيقي في المنطقة، وقسم آخر يكنّ العداء لها من خلال التجربة المريرة له خلال حرب الجبل، فضلاً عن أن نسبة عالية منهم تعادي إسرائيل لكل هذه الاعتبارات مجتمعةً. لهذا، لم يبد مفاجئاً إظهار الاستطلاع أن أكثر من نصف أنصار القوات اللبنانية أبدوا تأييدهم لسقوط إسرائيل. وهنا، لا يجوز الخلط بين موقف بعض المسيحيين من سلاح المقاومة، وموقفهم السلبي من إسرائيل وما تشكله من خطر على لبنان. أما بالنسبة إلى المتحفظين على إسقاطها، فقد يعود إلى تخوّفهم من أن إزالة إسرائيل ستؤدي إلى إزالة الوجه المسيحي للبنان.
وتؤكد نتيجة الاستطلاع أيضاً، أن العقل الجماعي السني ما زال مؤمناً بالمقاومة والعداء لإسرائيل، رغم كل المواقف المتشنجة التي تمّ ضخّتها بعض القيادات السنية في الفترة الأخيرة ضد حزب الله. وبالتالي، فإن العداء السني لإسرائيل ليس مرتبطاً بالخصومات الحزبية والفئوية والمذهبية الضيقة، وهذا ما يتماشى مع نتائج الاستطلاع الذي أجراه مركز بيروت ونشر في «الدايلي ستار» بتاريخ 16/5/2007، والذي بيّن أن الأسباب الحقيقية للخلاف بين السنة والشيعة ليست المقاومة، بل تحالف حزب الله مع سوريا وموقفها من المحكمة الدولية.
إن المواقف السلبية جداً من قبل السيد وليد جنبلاط ضد حزب الله والمقاومة، لم تمنع تأييد نحو 66% من الاشتراكيين إسقاط إسرائيل، في مقابل نحو 20% عبّروا عن رفضهم، ويبدو أن هذا الرفض بمجمله متأتّ بسبب ترداد السيد جنبلاط أن إسرائيل هي ليست العدو الآن، إنما العدو هو سوريا.
والجدير ذكره أن 89% من أنصار المستقبل، و65% من الاشتراكيين و58% من القوات تؤيد إسقاط هذا النظام، في مقابل نحو 8% من مناصري التيار الوطني الحر ونحو 7% من بعض أطراف المعارضة الأخرى ترفض العمل على إسقاط النظام الصهيوني.