للّيلة الثانية على التوالي، اجتمع أول من أمس محبو جوزف سماحة في مسرح المدينة للاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لغيابه. كانت البداية مع عرض لفيلم مارون بغدادي «بيروت يا بيروت»، حيث اكتظت القاعة بالحضور، ما اضطر بعض الشبان إلى الجلوس على الأرض. بعد عرض الفيلم، أعيد بث مقتطفات من مقابلة تلفزيونية لسماحة مع برنامج كلام الناس، والشهادة البصرية القصيرة التي أعدها المخرج ماهر أبو سمرا.بعد ذلك كانت هناك كلمات لأصدقاء جوزف ومحبيه، فكانت الكلمة الأولى لفواز طرابلسي ألقتها ميرفت أبو خليل، فعرض مسيرة الراحل على طريقته، ذاكراً مراحل عدة من مراحل حياته السياسية والمهنية، متذكراً ما جمعهما في منظمة العمل الشيوعي وبعد خروج سماحة منها.
الزميلة صباح أيوب، التي كانت مساعدة سماحة في السنوات الأخيرة من حياته، تذكرت لقاءها الأول به عندما جاءت لتقديم طلب وظيفة، والانتقال من «السفير» إلى «الأخبار»، والأيام الأخيرة في حياته قبل السفر إلى لندن حين طلب منها أن تحجز له تذكرة سفر «بدون رجعة». ورأت أن العمل مع سماحة كان بالفعل متعة، فهو كان دائماً موجوداً يحاور ويجيب عن أي تساؤل. ورأت أنه كان شيئاً عظيماً بالنسبة إليها أن تكون مشاركة، وإن في جزء بسيط، في افتتاحياته الشهيرة التي ألهمت ملايين القراء.
مسؤول قسم العدل في «الأخبار» الدكتور عمر نشابة خاطب سماحة قائلاً: «سأتذكر الدروس التي تعلمتها منك... أسرار المهنة التي في ما يسميه البعض المواجهة، وأنت لا تحب المواجهة، ربما لأنها تدفع المتواجهين إلى الغش على العقل بحجج عاطفية أو عقائدية جامدة». وأضاف: «علمتني يا جوزف أن لا أدخل في الوهم مهما كان جذاباً، وأن أصبر خلال المعركة ولا أستعجل الأمور».
واستحضر نشابة لحظات حرجة من وصوله إلى لندن للإشراف على نقل جثمان الراحل، واصفاً كيف كان سماحة «يغمض عينيه ويبتسم».
الزميل ثائر غندور سرد كيف تعرف هو وجيله من الشباب إلى جوزف عبر مقالاته في جريدة الحياة، ثم السفير، وقال إنه لم يعرفه شخصياً، فهو لم يدبك معه، ولم يسهر معه، ولم يسكر معه، ولكنه عَدَّه دائماً الرفيق الأكبر. وأضاف أن جوزف يمثِّل اليوم طريقة لكسر الجليد مع الناس، حيث يستغله العديد من الأشخاص لبدء أي حديث مع أيٍّ من صحافيي جريدة «الأخبار» والعكس صحيح. وتذكر لقاءه مع سماحة في اتحاد الشباب الديموقراطي في آذار من عام 2006، وبعد ذلك بدأ العمل مع الجريدة الجديدة.
كما كانت هناك مداخلة طريفة لصديق سماحة خليل شميل الذي عرض مشاهد عدة من لقاءاته مع الراحل، وتلا ما كتبه عندما عرف عن موت جوزف وهو في سجن رومية.
واختتمت المداخلات بكلمة مرتجلة لابنة سماحة، أمية، التي شكرت نادي اللقاء ومحبي جوزف سماحة على ما قاموا به للتحضير ليومَي الاحتفال، كما شكرت كل الحضور ووجهت لهم تحية باسم عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية سمير القنطار.
وبعد تقديم الشهادات اختتم الاحتفال مع الفنان زياد سحاب وفرقة الشحادين الذين قدموا عدداً من الأغاني الوطنية وتلك الخاصة بهم.
أما أمس فقد أقام اتحاد الشباب الديموقراطي لقاءً مع أمية سماحة في مركزه في مار الياس حيث قدم لها شباب الاتحاد درعاً تقديرية، فيما أهدت الاتحاد صورة لوالدها. وجاء اللقاء بسيطاً كما كان جوزف سماحة، وتخلله حديث عفوي عن كيف كان ينظر الشباب إلى جوزف، وكيف كانت أمية ترى والدها الذي قالت إنه كان مع الناس صادقاً كما كان معها.
(الأخبار)