عمر نشابة
«لا عودة للحرب الأهلية» هي ربما المقولة المفضّلة للسياسيين اللبنانيين خلال هذه الفترة المقلقة التي يمرّ بها لبنان. لكن يبدو أن حروباً محلّية انطلقت في مختلف المناطق استخدم خلالها الضرب والسلاح والسكاكين والهراوات، وأصيب من جرائها العشرات. لنسرد نماذج يوم طويل شهد تلك «الحروب» الأشبه بسلسلة من الجرائم بحقّ أمن واستقرار البلد.
في الأوزاعي، حصل خلاف بين نادر ومحمد أقدم خلاله الأول على إطلاق النار من سلاح حربي باتجاه منزل محمد. وفي بئر حسن ــ حي فرحات ــ حصل خلاف وتضارب بالأيدي والسكاكين وإطلاق نار بين عيسى وعلي ومحمد من جهة، وبين أشخاص مجهولين من جهة ثانية نجم عنه مقتل محمد وإصابة كل من عيسى بطعنة سكين في صدره وعبد الغني بطلق ناري في رأسه، فنقلا إلى مستشفى الساحل للمعالجة، كما أدخل إلى مستشفى المقاصد جريحين (شادي مصاب بطلق ناري في يده وطلقين في رجله، ومحمد لإصابته بطلق ناري في ركبته).
أما في بلدة العبودية، فقد أقدم خضر على إطلاق النار من مسدس باتجاه كل من يوسف ومحمود من بلدة المسعودية. وفي برجا حصل إشكال وتضارب بين معمر وحسن بسبب إقدام الأول على شتم الرئيس رفيق الحريري، أقدم معمر على إطلاق النار في الهواء نجم عنه تقطيع أسلاك الكهرباء. وفي الهرمل، سمع إطلاق عدة عيارات نارية من أسلحة حربية أصيب من جرائها ممدوح بشظايا في وجهه، وعباس في رجله اليمنى. أما في بيروت فقد حصل تلاسن بين شباب في منطقة عائشة بكار على خلفية تعليق صورة للرئيس رفيق الحريري. وقد حضرت قوة من الجيش اللبناني وفصلت بين الطرفين. وفي منطقة الجناح حصل خلاف بين رضوان وعلاء من جهة، وإبراهيم من جهة أخرى، فتجمهر مناصرو الطرفين وأخذ الخلاف منحى طائفياً، كما حصل إشكال في زقاق البلاط بين كل من عصام من جهة وعلي وحسين من جهة ثانية. وقد تطور الإشكال إلى تضارب بالأيدي تجمّع على أثره حوالى 100 شخص من ذوي ومناصري الطرفين أمام مبنى فصيلة زقاق البلاط. وفي خراج بلدة مجدل عنجر حصل خلاف بين كل من ربيع وعبد الحميد وشرطي بلدي من جهة، وحسين وأشقائه أحمد وجميل وإبراهيم ومحمد، أقدم على أثره ربيع على إطلاق النار من كلاشنيكوف في الهواء. وفي صيدا، حصل خلاف بين محمد من جهة وإبراهيم ومحمد من جهة ثانية أقدم على أثره الأخير على طعن الأول بسكين في أنحاء جسمه وفرّ إلى جهة مجهولة.
وأخيراً، وفي ما يبدو نموذجاً عن «حرب» ذكورية لا أخلاقية، حصل إشكال في الكورة بين عريف في قوى الأمن الداخلي وسيدة اسمها ندى، أقدم على أثره العريف على صفع السيدة على وجهها فأصيبت بجراح، ما استدعى نقلها إلى مستشفى البرجي للمعالجة.