strong>علي محمد
بعد عشرات حوادث الاحتيال التي تمت بانتحال صفة أمنية، تشهد منطقة الضاحية الجنوبية حالات احتيال مماثلة بانتحال صفة عنصر في حزب الله. ثلاث نساء مسنات كن ضحية شاب ثلاثيني يدّعي الانتماء إلى الحزب وأنه قادر على تأمين مساعدات عينية ومواد إعاشة للمواطنين، وعبارة «أنا من الحزب يا حجة، وبدي جبلك إعاشة» هي الطعم.
يراقب الشاب بعض المنازل في منطقة الضاحية الجنوبية وبالأخص مناطق الصفير، الجاموس والقائم، ليعرف أيّ شقق يسكنها المسنّون. ومنذ أسبوع تقريباً، أوقف شاب ملتحٍ سيدة في الثمانين من عمرها (تتحفّظ الأخبار عن نشر اسمها بناءً على طلبها)، وسألها «ألستِ قريبة (فلان) يا حجّة؟» ابتسمت وأجابت بنعم، فعرض عليها أن يوصلها إلى البيت ويساعدها على حمل الأغراض. «لا ما بدي عذّبك» قالت السيدة، وبعد إصرار الشاب وتحت وقع كلمات مثل «انت متل امي يا حجة» و«أنا مثل اولادك»، صعدت معه في سيارة BMW سوداء. أمام المنزل طلب منها أن تدعوه إلى شرب القهوة. وقالت السيدة إنه بدأ بسرد الروايات عن أنه يستطيع أن يؤمّن لها مساعدات عينية ومادية، ومن ثم قال فجأةً بعدما لاحظ حليّها، «أستطيع أن أستبدل المجوهرات التي معك بأجدد منها». «في شي متل السحر» قالت السيدة، «ما بعرف كيف أعطيته الخواتم التي كانت في يدي». وأكملت بأنه في تلك اللحظة دخلت عليها جارتها، وهي أيضاً امرأة ثمانينية تسكن وحدها في المبنى نفسه، «وهيديك لابسة ذهب كتير». وسردت كيف أن الشاب انتقل إليها وبدأ بإيهامها بالطريقة والحجج نفسها. كما أقنعها بأن ترافقه إلى محل المجوهرات لاستبدال القطع القديمة بقطع جديدة «وأخذ معه خواتمي». قاد الشاب السيدة إلى منطقة بئر العبد، وبعد قليل قال «انزلي هنا سأركن السيارة وآتي معك»، بعدما أخذ حليّها أيضاً، وقالت إنها نزلت من السيارة، وانطلق السائق مسرعاً. عندها أيقنت أنها تعرّضت لعملية نصب، وصرخت باكية «دخيلكن خذوني إلى المنزل ما بعرف إرجع وحدي»، فاجتمع حولها الأهالي وأوصلوها.
وسردت سيدة في الستين من العمر حادثة مماثلة تعرضت لها في الأول من شباط متهمة الشخص نفسه. «استوقفني شاب في منطقة الصفير وادّعى أنه من أصدقاء ابني وأصرّ على أن يوصلني الى المنزل»، رفضت السيدة، لكنها عادت وقبلت عرضه بعد «سيل من توسّلات الولد لأمه» كما تقول. عندما صعدت معه في السيارة قادها الى منطقة لا تعرفها وهناك هدّدها بالسلاح بأن تخلع أساورها وحليّها، «وبعدما أخذها، ركلني بقدمه من باب السيارة»، تبكي وتقول «الله لا يوفقو». وقفت السيدة في منطقة لا تعرفها بلا مال، وقالت «صرت أطلب من الناس أن يقرضوني 1500 ليرة أجرة السيارة لأعود إلى المنزل».
وقال شخص من عائلة إحدى السيدتين لـ«الأخبار» إنهم توجّهوا إلى مكتب تابع لحزب الله، فقال لهم المسؤول في المكتب إنه تلقّى عدداً من الشكاوى عن هذا الشخص الذي يدّعى أنه من الحزب ويقوم بسلب العجائز في المنطقة. وأكد أن أوصاف الشاب كانت متطابقة على لسان الضحايا، مشيراً إلى أنه يجري البحث عن هذا الشاب لتبيان هويته وتزويد الضابطة العدلية بالمعلومات الكافية لتوقيفه والتحقيق معه بحسب ما يقتضيه القانون.