فداء عيتاني
تتجه الخطابات السياسية إلى تكرار نفسها، إعادة اجترار لما بات الكل يعلمه ويفهمه، دون أن يعني ذلك تفهّم السر في احتدام نزاع دون إمكانية اختراق لحل ما. تكرّر الخطابات نفسها ليس فقط بمضمون متماثل ومملّ، بل أيضاً بتكرار التعابير، وبمستوى متدنٍّ من اللغة، أين منها مواضيع الإنشاء في صفوف الابتدائي، أضف إلى أنها تفتقر اللياقة والتهذيب، اللذين يفترض أن يطبعا أية ممارسة في الحقل العام. حين يبتعد المواطن عن الكلام المكرر، يجب أن يتذكر مصالحه، وأن يتذكر أنّ الحياة يمكنها أن تكون أكثر عدالة، وأنّ المبادئ ليست شعارات فارغة، ولا هي ترف يمارسه قلة من الذين كفاهم الله شر الفقر، بل هي تعبير عن مصالح جمعية، هي بالتحديد نقيض شعارات من وزن «روح شوف مستقبلك»، وخاصة إذا ما كان مستقبلنا مترابطاً في سياق عام، وهذا السياق العام يتعرّض لتآكل يومي من الذين يطلقون شعارات مشابهة، وطبعاً من الولايات المتحدة، ومن الجارة العدوّة.
ليست المبادئ سلعاً بالية، إنها حاجة لدفع الظلم، وهي ملك عام، وضرورة إلا لمن راكم الثروات واغتنى على جثث الآخرين.