عفيف دياب
يجزم أكثر من نائب وقيادي في الأكثرية أن المبادرة العربية «فشلت، ولم يكتب لها النجاح» وأن نبأ «وفاتها» قد يعلن بشكل غير رسمي بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب المزمع عقده في القاهرة في الخامس من آذار المقبل حيث سيضع الأمين العام للجامعة عمرو موسى وزراء الخارجية في أجواء فشل مبادرة الجامعة نتيجة «فقدان الثقة» بين القوى التي تحتاج إلى فترة زمنية حتى ترممها، حسبما أكد نائب أكثري في «المستقبل» وجد في ما سمّاه «تعنت» المعارضة وعودتها إلى شروطها رسالة سورية واضحة تقول إنه لا حل في لبنان من دون التزام عربي ودولي بتنفيذ مطالب دمشق، التي تتلخص ببند وحيد وهو رفع سيف المحكمة الدولية عنها.
ويوضح هذا النائب الأكثري أن «التسوية مع المعارضة أصبحت بعيدة، وقد تمتد إلى ما بعد موعد القمة العربية، ونحن لم نعد نجد في الحوارات واللقاءات معها سوى المزيد من تضييع الوقت، وبالتالي على الجامعة العربية أن تحاور دمشق لا المعارضة، التي لا تملك قرارها، وإن كنا نميز بين بعض أقطابها ولا سيما الرئيس نبيه بري، الذي نعلم أنه الأكثر استعجالاً للحل والتسوية من حزب الله والعماد ميشال عون، الذي يريد بشروطه الكبيرة والصغيرة نقل البلاد إلى ما قبل اتفاق الطائف أو بالأحرى إلى فترة توليه الحكومة العسكرية».
ويتابع: «للأسف، المعارضة أفشلت المبادرة العربية، وعمرو موسى أصبح على قناعة تامة بأن مفتاح الحل في دمشق. ومن هنا، فإن العرب لن يقايضوا الحل بنجاح القمة، لا بل أصبحوا على اقتناع تام بأنه لا بد من توجيه رسالة شديدة اللهجة إلى (الرئيس السوري) بشار الأسد الذي يريد مواجهة كل العالم دفعة واحدة».
اللقاءات والاتصالات مع نواب وقادة في الأكثرية تعطي انطباعاً بأن قراراً ما كان قد اتخذ مسبقاً وقبل زيارة عمرو موسى الأخيرة يكفل عدم السير في أي تسوية مع المعارضة. ويقول نائب أكثري من خارج تيار المستقبل ومقرّب منه: «لماذا علينا تقديم تنازلات إضافية أو جديدة للمعارضة التي لم تتنازل عن أي شرط من شروطها، لا بل ازدادت تعنتاً وتمسكاً بها، ونحن ندرك تماماً أن الضغط على سوريا سيتصاعد كماً ونوعاً، والمجتمع الدولي أصبح على قناعة تامة بأن سوريا هي التي تتحمل مسؤولية كل ما يجري في لبنان».
ويضيف مؤكداً وجازماً أن «السعودية ومصر لن تدخلا في تسوية ما مع النظام السوري على حسابنا، ونحن مطمئنون إلى أنهما ستكونان أكثر تشدداً مع الرئيس الأسد الذي، حسب معلوماتنا، تلقى رسالة شديدة اللهجة من العاهل السعودي الذي لن يشارك في القمة العربية إذا لم يصر إلى انتخاب رئيس للجمهورية».
وينفي أن يكون فريقه قد أفشل المبادرة العربية نتيجة رفع سقف الشروط والتراجع عن التزامات سابقة بما يتعلق بقانون الانتخاب ويقول: «قدمنا كل ما نملك من تنازلات، والموافقة على قانون انتخابات عام 1960 سابق لأوانه، فنحن لن نتراجع ولن نقدم تنازلات بعد الآن من دون مقابل».