عيتا الشعب ـــ داني الأمين
بؤس الحرب ومشهد الدمار في عيتا الشعب ما زال على حاله، وصبر الأهالي لم ينفد بعد. طريق وعرة وبيوت مهدمة (800 منزل)، وركام بعضها ما زال على حاله. بعض ورش البناء التي بُدئ ببنائها منذ أكثر من عام، توقّف العمل فيها، وما زال أصحابها ينتظرون الدفعة الثانية من التعويضات، ما عدا عدداً قليلاً منها أُنجز، ولكن عبر الديون على أمل إيفائها لأصحابها بعد أشهر قليلة. الحياة هناك شبه متوقفة، على أمل الحصول على الدفعات المتتالية من التعويضات الموعودة، والتي تأخّرت كثيراً، دون أي اعتبار لحال المنكوبين والنازحين إلى بلدات أخرى.
فاطمة محمد جميل، عجوز في العقد السابع من عمرها، تسكن وحدها في منزلها الذي هُدم جزء منه مع بعض المنازل الأخرى المجاورة، تقول «لم أقبض أي شيء حتى الآن، فقد حضرت لجان الكشف إلى هنا أكثر من عشرين مرة، ووعدوني بإعادة المنزل أفضل ممّا كان، ولا أعلم لماذا لم يفعلوا ذلك حتى الآن؟».
إبراهيم جواد بدا أكثر معرفة بما يجري «لقد حصل أغلب الأهالي على الدفعة الأولى من التعويضات، لكن بقي 105 أسماء لم يدفعوا لهم شيئاً، أما الدفعة الثانية فقد دُفعت للبعض دون الآخر، وكل ذلك بحجة وجود مشاكل في ملفات كشوفات هذه المنازل».
ولا ينكر جواد وجود بعض الأخطاء الناجمة عن الكشوفات وعدم التزام بعض الأهالي، لكن ذلك ليس عاماً، إلا أن القطريين طلبوا من أصحاب أغلب المباني المتهدمة إثباتات جديدة على تهدّم بيوتهم ومساحة الوحدات المهدمة، وهذا لم يكن بالحسبان.