فداء عيتاني
ماذا لو كانت الحرب المقبلة مع عدوّنا مقبلة من دون شك؟ وماذا لو كان العدوّ هو من يتأهّب لها وهو من ينتظر الحجة لشنّها؟ هل ثمة من يعتقد حقاً أن المواطنين اللبنانيين سينتصرون لجنود الاحتلال؟ وأن الجيش الإسرائيلي سيمر آمناً في سلسلة الجبال الشرقية في قرى غير شيعية؟ أو أنه سيعتمد على جمهور الأكثرية لتحقيق انتصار على المقاومة؟ أو أنه سيخضع المقاومة في سياق نزاع داخلي؟ هل ثمة من يعتقد بأن الفرصة الكبرى ستوصله إلى أعلى مواقع الحكم مع دخول القوات الإسرائيلية إلى البلاد؟ وأن هذه القوات يمكنها اليوم القيام بما عجزت عن تنفيذه في لبنان عام 1978، وأن الجوّ الذي يردّد اليوم دون تفكير «فليأتِ الإسرائيليون» سيواصل الانجرار الأعمى؟ تلك الرهانات لا تخدع كما يبدو قيادة الجيش والمخابرات الإسرائيلية، وربما معرفة مرموقين في السياسة بتفاصيل البلاد هو ما يدفعهم إلى التفاؤل بمستقبل الحرب، إذا ما جنّ الإسرائيليون مرة أخرى. الرجل الذي يطلق عليه بحق ضمير لبنان يجلس متفائلاً، إذا ما حُيّد الصراع الأهلي، ولا يزال يرى الأمل في شعبه، وهو لا شك على حق.