البقاع ـ نقولا أبور جيلي
تشهد منطقة البقاع منذ مطلع الأسبوع الجاري حالة استنفار أمنية غير مسبوقة، تنفذها كل القطعات التابعة لقوى الأمن الداخلي في جميع مناطق البقاع، بعدما تمكن عشرة من نزلاء سجن زحلة من الفرار يوم الأحد الفائت، قبل توقيف 6 منهم، فيما لا يزال البحث جارياً عن أربعة من الذين تواروا عن الأنظار.
عملية فرار السجناء لا تزال تلقي بظلالها على الحالة الأمنية في البقاع، فمنذ مطلع الأسبوع الحالي تجهد القوى الأمنية بالتعاون مع الجيش اللبناني للعمل على توقيف السجناء الفارين بعد عمليات دهم واسعة نفذتها في أماكن سكنهم والمناطق المحتمل لجوء المطلوبين إليها. ومن ضمن المهمات الموكولة إليها، تطلق القطعات الإقليمية في وحدة الدرك أكبر عدد ممكن من الدوريات، وتقيم الحواجز المتنقلة لضبط كل المخالفات وتنفّذ المذكرات العدلية. وأثناء دهم قوة من فصيلة درك شتورا منزل علي ع. في بلدة بر الياس ( قضاء زحلة)، المطلوب للقضاء بموجب خلاصة حكم صدرت بحقه، بجرم إطلاق نار نتيجة خلافات عائلية، تمّ توقيفه. وبتفتيش منزله عُثر على 8 بنادق حربية من أنواع مختلفة مع ذخائرها مخبأة في إحدى الغرف. وقد أثارت هذه العملية بعض التساؤلات في الأوساط السياسية والأمنية، كون صاحب المنزل ينتمي إلى أحد الأحزاب النافذة في المعارضة. وقال مصدر أمني لـ«الأخبار» إن عملية ضبط الأسلحة في منزل الموقوف هي «نتيجة للإجراءات الأمنية التي تتبعها قوى الأمن الداخلي أثناء قيامها بواجبها»، نافياً أن تكون المداهمة بناءً على معلومات مسبقة.
وفي السياق نفسه، عثرت القوى الأمنية في محلة تل الأبيض (قضاء بعلبك) على سيارة المرسيدس التي سلبها السجناء الأربعة الفارون من صاحبتها سهام كرباج بقوة السلاح، معطّلة بعد اصطدامها بصخرة بالقرب من الطريق الدولية في المحلة المذكورة، والعمل جارٍ لتسليم السيارة إلى صاحبتها بناءً على إشارة القضاء المختص.
وعن مصير المطلوبين وأماكن وجودهم، أفاد مصدر أمني «الأخبار» بأن البحث يتركز حالياً على الأماكن التي كانوا يترددون إليها قبل توقيفهم، وهناك أوامر صدرت عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بعدم الاستكانة قبل توقيف الفارين وإعادتهم إلى السجن بالتنسيق مع القضاء العسكري. ومن ضمن الإجراءات المتعلقة بالموضوع نفسه، لا تزال التحقيقات المسلكية جارية لمعرفة الظروف التي أدت إلى فرار السجناء في وضح النهار.