البازورية ــ الأخبار
لا تسكن الفرحة في هذه الأيام بلدة البازورية (قضاء صور)، حيث تقيم أسرة الأسير في السجون الإسرائيلية نسيم نسر الذي تنتهي مدة محكوميته في الثالث من نيسان المقبل؛ لأن نسيم وأسرته وأهل البازورية يعرفون العدو الذي لن يسمح له بالخروج إلى الحرية بأقل التكاليف. فبعد أن مددت إقامته في سجن هشارون شهرين، إضافة إلى ست سنوات قضاها بسبب اتهامه بتهديد أحد السجّانين بالقتل بعد خروجه من المعتقل خلال مشادة حصلت بينهما، وألغت من سجلّه تاريخ الإفراج عنه الذي كان مقرراً أوائل شهر شباط الجاري، يواجه أرجحية عدم الإفراج عنه بسبب اتهامات وجهتها له المحكمة التي مثل أمامها في 18 شباط الجاري، بشأن استمرار علاقته بحزب الله، وبأنه لا يزال يشكّل خطراً على إسرائيل بالرغم من أنه لا يزال يحتفظ بالإقامة ويتمتع بصفة المواطنية. وينقل شقيقه عمران عنه أن «إدارة السجون لم تحدد مصيره إلى الآن بانتظار صدور قرار وزارة الداخلية بشأنه» الذي تبلّغه لنسيم قبل أسبوعين من تاريخ الإفراج عنه إن قررت ذلك، أو إبقائه قيد الاحتجاز بالرغم من انتهاء مدة محكوميته، وهو ما يخالف القانون الإسرائيلي. بالإضافة إلى تهديد آمر السجن بأن «مصيره لن يكون أفضل مما لاقاه عماد مغنية».
وإذ يعمل الصليب الأحمر الدولي على ضمان نقل نسيم إلى لبنان وفقاً للقوانين الدولية المتبعة تجاه أسرى الدول الأجنبية، وبناءً على رغبته الملحة، استبعدت والدته فالنتينا أن يخرج ابنها بغير عملية تبادل للأسرى بين حزب الله وإسرائيل، وخصوصاً في ظل الحملات العنيفة والضغوط التي تمارسها عليه إسرائيل لجعله يتراجع عن طلب سحب جنسيته الإسرائيلية والعودة إلى لبنان وإبداء «فعل الندامة على ما اقترفه» ضد دولة إسرائيل، بالإضافة إلى الحملة الشعبية والإعلامية المنظّمة التي تقوم بها عائلات الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حزب الله وحماس، وخصوصاً زوجة الجندي إيهود غولدفاسير التي طالبت في حديث لصحيفة هآرتس وراديو كول إسرائيل بعدم السماح بإطلاق نسر. لكن قلب والدته ينبئها بأن ابنها سيخرج إلى الحرية بشرف تسديه إليه المقاومة لدى إنجاز عملية التبادل، لأنه «يستحق خروج الأبطال وهذا ما يتمناه هو بالذات».
وأعلن شقيقه عمران أنه في حال عرقلة الإفراج عنه وإبقائه قيد الإقامة الجبرية في فلسطين المحتلة، فإنها «تنوي تقديم عريضة إلى الأمم المتحدة تطالب بالإفراج عنه وإعادته إلى لبنان بموجب القوانين الدولية»، لكنه لم يخف صعوبة حل مشكلة ابنتيه واستعادة حضانتهما من أمهما الإسرائيلية التي يعطيها القانون الحق في تقرير مصير أبنائها.