طرابلس ــ عبد الكافي الصمد
لم يمر اللقاء التضامني مع المقاومة وشهدائها في معهد العلوم الاجتماعية ــــــ الفرع الثالث في الجامعة اللبنانية، من دون إشكالات بسيطة تطوّرت وكادت تؤدّي إلى صدامات واسعة بين أنصار الموالاة والمعارضة داخل حرم المعهد، وفي الشوارع المحيطة به في محلة القبّة بطرابلس، لولا تدخّل القوى الأمنية التي فصلت بين الفريقين.
ويأتي اللقاء الذي نظمه مجلس طلاب الفرع الثالث للمعهد في أجواء استشهاد المجاهد عماد مغنية. وفي أثناء انطلاق فعاليات النشاط سادت المعهد وباحته الخارجية التي يتشارك فيها مع كليتي الآداب والحقوق، أجواء غير عادية نتيجة حصول تجمّعات جانبية لطلاب من المعارضة والموالاة، ترافقت مع انتشار أمني كثيف نفّذته عناصر قوى الأمن الداخلي عند المدخل الرئيسي.
من جهتهم، تجمع أنصار «تيّار المستقبل» على دفعات قبالة المدخل، بعدما تواترت إليهم أنباء مفادها أنّ النّائب السابق ناصر قنديل سيلقي كلمة في اللقاء، وهو ما نفاه المنظمون الذين لفتوا إلى أنّ الأمر «مجرد شائعة الهدف منها التحريض ضدنا، ولو كان قنديل سيحضر لأعلنّا ذلك من دون خجل أو خوف من أحد».
وقد اتخذت القوى الأمنية إجراءات إضافية بعدما تزايدت أعداد المتجمعين في الخارج إلى حدود 200 شخص تقريباً، الذين رفعوا لافتات كتب عليها: «لا لعملاء النظام السّوري في طرابلس والشّمال»، ورددوا هتافات مؤيدة للنائب سعد الحريري. وتعرّض طلاب موالون داخل حرم المعهد لمصور محطة «أورانج. تي. في» في الشمال عبد العزيز مطر، وحاولوا نزع كاميرته بالقوة، طالبين منه ومن مندوب تلفزيون «المنار» عدم الحضور وتصوير النشاطات، قبل أن يتدخل طلاب معارضون إلى جانبه، ويعملوا على إعادة الكاميرا إليه، إثر حصول تشنج شديد بين الطلاب دفع بعض الأساتذة إلى التدخل لنزع فتيل تفجره قبل وقوعه.
ولم تتوقف الأمور عند هذا الحدّ، بل شهدت الباحة الرئيسية الداخلية تجمّعات إضافية لطلاب موالين هتفوا «الله، حريري، الطريق الجديدة»، و«أبو بهاء»، في مقابل هتافات موازية لطلاب معارضين تجمّعوا في الجهة المقابلة، وكانوا يهتفون: «الله، نصر الله، الضاحية كلها»، و«أبو هادي».
وقد انفضت الجموع بعد نحو ساعة من الزمن، من غير حصول مواجهات مباشرة أو صدامات بين الطرفين. وعلمت «الأخبار» أنّ اتصالات أجريت مع مدير المعهد الدكتور عاطف عطية، طلبت منه أن لا يكون للأب إبراهيم سرّوج كلمة في اللقاء، إلتزاماً بقرار رئيس الجامعة زهير شكر القاضي بمنع إقامة النشاطات السّياسية فيها، وأن تقتصر الكلمات على أساتذة المعهد فقط.
وأوضح رئيس مجلس الطلاب محمّد سليمان أنّ اللقاء «حصل بعد موافقة المدير عليه، وأنّ تيّار المستقبل أقام نشاطاً في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري في كلية الحقوق، من غير أن يعترض أحد عليهم، فلماذا الاعتراض علينا اليوم؟».
من جهته، شدّد عطية في اللقاء على «ضرورة الحفاظ على التوافق اللبناني لمواجهة الأخطار المحدقة بلبنان من العدو الإسرائيلي». وأشار الدكتور جوزف عبد الله إلى أنّ «عظمة مغنية أنّه كسر غطرسة الصهاينة». متسائلاً: «أين هم قادة الشمال المحسوبون على المعارضة، وأين هي الحركة الطلابية المعارضة؟».
ورأى الدكتور يوسف كفروني أنّ «أمثال عماد مغنية لا يعتدون، بل يصدّون العدوان المستمر على شعبنا، ويردّون على المعتدين ليحموا وجودنا، وبالتالي ليس أمامنا إلّا خياران إمّا الاستسلام لمشيئة الأجنبي والقبول بما يرسمه لنا، وإمّا خيار المقاومة دفاعاً عن حقنا في الحياة».