نقولا أبورجيلي
اشتهرت المرأة البقاعية بإتقان الأشغال اليدوية المنزلية، من غزل الصوف وحياكته الى تفصيل الثياب ورثّها وتطريز ما يعرف بالكانفا بأشكال مختلفة لتزيين الموجودات المنزلية. في أوائل القرن الماضي دخل الى لبنان نوع من الأشغال اليدوية عرف بـ«الميلان» وانحصر تعليم فن حياكته بفتيات المدارس الرسولية، وفي أواخر الخمسينيات انتشرت هذه الأشغال في الكثير من المنازل بعدما كان ينحصر ظهورها ببيوت الأثرياء نظراً لندرة وجودها وارتفاع أثمان موادها الأسياسية.
تشرح حنان البيطار (54 عاماً)، وهي أم لأربعة أبناء، وتقطن مع عائلتها مدينة زحلة، كيف تعلّمت هذه الحرفة منذ 40 عاما، أيام دراستها في المرحلة التكميلية على يد اختصاصيين، إذ كانت المدارس في تلك الفترة تجري مباراة بالأشغال اليدوية للبنات ومسابقات بالرسم للصبيان. بعد زواجها، بدأت بحياكة الميلان لقضاء أوقات الفراغ وتزيين موجودات منزلها وإهداء بعض أشغالها للأهل والأصدقاء فـ « هدية طقم ميلان تعدّ من أغلى الهدايا نظراً لفنها الراقي وغلاء ثمنها الذي يوازي أحياناً ثمن الذهب». وبعد وفاة زوجها قبل 10 سنوات أصبحت هذه مهنة حنان التي باتت تعتمد على صناعة المشغولات وبيعها لتأمين دخلها والاعتناء بأسرتها.
وتفضّل حنان بيع أشغالها الى زبائنها مباشرةً، وعلى طريقة التقسيط المريح بدلاً من تسليم البضاعة لصالات العرض التي تضاعف أسعار هذه السلع، لذلك لم تشارك حتى اليوم في أي معرض للأشغال اليدوية وتعتمد في تصريف أشغالها على مجموعة من النساء تعيش ضمن مدينة زحله ومحيطها.