خبز للريجيم، علكة خالية من السكر، مشروبات غازية «دايت»، حليب خال من الدسم، شوكولاتة بسعرات حرارية أقلّ، حتى الحلويات العربية باتت متوافرة من دون سكر... هذا غيض من فيض البضائع التي تزدحم بها أجنحة الاستهلاكيات الكبيرة، كما الدكاكين الصغيرة، من أجل توفير منتجات ترضي المستهلك الباحث عن خفض وزنه أو المحافظة على رشاقته كما تعِد العبارات المكتوبة بحروف كبيرة على المغلفات، فيما تغفل بعض هذه المنتجات الإشارة إلى المواد الغذائية الأخرى التي يحتويها المنتج، أو المواد الكيميائية التي أضيفت إليه لتصنيعه.
واللافت أن هذه البضائع تباع غالباً بسعر مضاعف لسعر المنتجات «العادية»، أي تلك التي تحتفظ بكامل مكوّناتها الغذائية. والحجة هي أن سحب مواد معيّنة من المنتجات يبقى أكثر كلفة على شركات التصنيع من إبقائها على ما هي عليه. هكذا يصل سعر عبوة الحليب الخالي من الدسم إلى 7500 ليرة، وأرغفة الخبز الخالية من النشويات إلى ثلاثة آلاف ليرة، والسكاكر الخالية من السكر (!) إلى ألفي ليرة عوض الألف سعر العلبة العادية.
يأتي تقديم هذه الأمثلة السريعة عن أسعار بعض المنتجات ضرورياً، ذلك أنه من المعروف أن مرض البدانة، ناتج بالدرجة الأولى من الفقر الذي يسبب سوء التغذية. كيف يسعى مواطن تسبب الفقر ببدانته إلى أن يشتري منتجات مماثلة؟ إلا إذا كانت هذه المنتجات موجهة إلى مستهلك آخر يشكل الاهتمام بالوزن المثالي والرشاقة أمراً كمالياً بالنسبة إليه؟