طرابلس ـ فريد بو فرنسيس
تحوّلت قاعة المؤتمرات في مركز الصفدي الثقافي في طرابلس، إلى صالة عرض لخمسين لوحة وعملا فنيا، نفذها ثلاثة عشر رساماً من بريطانيا. ويستمر معرض «ماجيك بنسيل» الذي يتضمن كتباً للأطفال بالرسوم التوضيحية حتى الرابع من آذار المقبل.
ويعتمد بعض الرسامين التسلسل الروائي، بحيث يستطيع المتفرّج أن يقرأ قصة عبر مشاهدته اللوحات التي علقت على جدار القاعة حيث تنتشر قصص للأطفال أبطالها رسوم متحركة، وحيوانات الغابة، فيما ينقل بعض الرسامين مشاهدات عن الحروب القديمة. كذلك يتخلل النشاط عرض مصغر لمقتطفات من أفلام ابتكرت استناداً إلى كتب رسمها الفنانون المشاركون وتعرض على شاشة ضخمة وضعت داخل الصالة، فيتمتع بها المشاهد بالصوت والصورة.
وتشير مسؤولة مكتب المجلس الثقافي البريطاني في طرابلس ميسا نظير إلى أنّ الدعوة وجهت لجميع المدارس والمعاهد الفنية وطلاب الجامعات في الشمال. وتلفت إلى أنّ النشاط يهدف إلى تعزيز وتفعيل الإلمام بالقراءة والكتابة لدى الأطفال والكبار على حد سواء، لكونها عنصراً أساسياً للنهوض بأي مجتمع. وتمنت أن يشكل النشاط باكورة لسلسلة نشاطات ثقافية للمجلس البريطاني في طرابلس والشمال.
واللافت هو حضور الأهالي مع أولادهم لمساعدتهم على فهم المعنى الذي تحمله كل صورة، كما أنهم يساعدونهم على قراءة الكتب التي وضعت على طاولات داخل صالة العرض، والتي تتضمن رسوم للفنانين المشاركين في المعرض، ليدركوا كيف يتغير معنى الصورة، لدى عرضها أو وضعها داخل كتاب. وقد سجّلت نظير، في هذا الإطار، ملاحظة واحدة شكّلت عائقاً في بعض الأحيان، إذ «أنّ هناك عددا كبيرا من تلامذة المدارس الرسميّة يحتاجون إلى مساعدتنا على شرح مضمون الصور ونصوص الكتب، لأنّهم لا يتقنون اللغة الإنكليزية بشكلٍ كافٍ، على عكس تلامذة المدارس الخاصة، فهؤلاء لا يواجهون أي صعوبة في فهم وقراءة النصوص، لأنهم يعرفون الانكليزية».
وسبقت المعرض ورشتا عمل تناولت الأولى إعداد الكتب، وشارك فيها طلاب جامعيون في اختصاصات الرسم والتصميم والفنون البصرية، فتعاون هؤلاء لابتكار كتاب يركز على القصص اللبنانية تحت إشراف رئيسة قسم الماجستير في الرسم في جامعة كينغستون ليو دوف. أما الورشة الثانية فكانت مع خبيرة رواية القصص كارن وايد حول تقنيات رواية القصص لتشجيع المدرسين على استخدام طرق تفاعلية ومبتكرة خلال قراءة الكتب لطلابهم. وقد شارك في الورشة 50 معلمة من المدارس الرسمية والخاصة. وعملت وايد على تعليم المتدرّبين على أسلوب وكيفية إخبار القصة وإشراك الجمهور والصوت والحركة والتعبير، إضافة إلى اختيار القصص الملائمة والمواد المناسبة وتطبيق رواية القصص في تعليم اللغة الإنكليزية وإدراجها في أعمال الصف.