فداء عيتاني
لغاية الأمس كان العديد من مواطنينا على اقتناع تامّ بأن كل ما تسعى إليه قياداتهم ليس أكثر من استقلال، وأن النزول إلى الشارع كان لحماية منجزات ثورة الأرز التي من الصعوبة بمكان تعداد أيٍّ من إنجازاتها. ولكنّ قسماً كبيراً من مواطنينا كانوا على ثقة بأن التدخل السوري في لبنان لم يتوقف، وأن مَن يتحدث عن تدخلات السفراء والمبعوثين الغربيين يحاول ذرّ الرماد في العيون، وأن السلطة الحالية لم تحصل على فرصتها الكاملة في الحكم، لتعيد بناء مؤسسات الدولة، وتوقف الانهيار عند حدّ، وترفع قيمة الحياة في هذه البلاد. حتى الأمس القريب كان جزء من مواطنينا يسخر من الكلام على مواجهة المشروع الأميركي في لبنان، وعلى دعمٍ مشبوه تقدمه الحكومة الأميركية إلى حكومتنا. ويستفزه الكلام على عمالة مموَّهة لأطراف لبنانية تجرّ خلفها شرائح نحو الخيانة لمصالح اللبنانيين. ها قد أتت المدمرة كول، ولسان الإدارة الأميركية يتحدث عن دعم لاستقرار المنطقة، ورئيس حكومتنا يؤكد أن مياهنا خالية من القطع الأميركية، وهو لا يريد أن يرى أبعد من أنفه. وليعِ ذوو الألباب.