strong> نعمت بدر الدين
«ما أتمناه لك هو ما يتمناه البحارون لزملائهم البحارين: رياح معتدلة وأجواء غير عاصفة». تمنيات أرفقها الأدميرال الألماني المنتهية ولايته، كريستيان لوثر، لخلفه الأدميرال الإيطالي روجيرو دي بيازي أثناء الاحتفال «التاريخي» لـ«اليونيفيل» في عرض بحر لبنان وسمائه، حيث سلمت فيه ألمانيا «المهمة الناجحة»، أي قيادة «اليونيفيل» البحرية إلى قوات «يورومارفور» بقيادة القوات الإيطالية.
الاحتفال جرى على متن الفرقاطة الألمانية «بايرن» التي أبحرت حوالى 13 ميلاً عن مرفأ بيروت لتتوج كملكة برقصة دائرية قامت بها 11 سفينة حولها وأمطرتها تحيات ومفرقعات وموسيقى.
ركاب السفينة كانوا من «الشخصيات المهمة جداً» كما عرف عنهم مسؤول التنظيم الألماني الفارع القامة الذي تولى التنظيم، أمثال وزير الدفاع الألماني فرانز يوزيف يانغ، وقائد قوات اليونيفيل المايجور جنرال كلاوديو غراتسيانو، السفير الإيطالي غابريال كيكيا، ممثلاً وزير الدفاع الإيطالي، السفير الألماني هانس جورج هابر، وكل من سفراء البرتغال، السويد، بلجيكا، الدنمارك، اليونان، إسبانيا، وكبار ضباط القوات المسلحة الإيطالية والألمانية واليونيفيل. وتمثلت القوات البحرية اللبنانية بالعميد الركن البحري بطرس أبي نصر والمقدم الركن البحري جوزيف سركيس.
رحلة تبديل قيادة قوة اليونيفيل البحرية انطلقت عند التاسعة صباحاً من الحوض الرابع لمرفأ بيروت البحري على متن الفرقاطة «بايرن» إلى عرض البحر. تسلق الأدراج الحديدية للسفينة كان المهمة الشاقة للجميع، لتبدأ بعدها جولة على السفينة بانتظار الاقتراب من مكان الأسطول البحري، لتحتل السماء بعد فترة قصيرة مروحية تحمل الجنرال غراتسيانو، لتحط على متن السفينة وتأتي ثانية أخرى حاملة معها الأدميرال الجديد، وتبدأ بوصوله جولة الأسطول البحري العملاق المؤلف من أربع سفن ألمانية. أربع سفن تابعة لليورومارفور (دول الأورومتوسطية)، سفينتين يونانيتين، حيث قامت برقص دائري حول الفرقاطة «بايرن» وأدى جنود اليونيفيل التحية لقيادتهم وزملائهم.
بعد الجولة والتحيات بدأت عملية التسليم والتسلم التي افتتحت بكلمة لغراتسيانو شرح خلالها تاريخ تأسيس القوة البحرية التي كانت استجابة لمتطلبات جديدة للقيام بمهمات عملانية، فهي «مكون بحري تأسس لدعم مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، مشيداً بالأدميرال الألماني المنتهية مهمته كريستيان لوثر وقيادته الحكيمة، وبعد نظره الذي مكن قوة المهمة 448 من تأدية مهامها بنجاح، مشيراً إلى أن لوثر قاد 32 سفينة ومركبة مزودة بـ13 مروحية وطاقماً يتألف من 4200 عنصر، مضيفاً أن مهمة القوة البحرية «ضرورية جداً في هذه المرحلة المليئة بالمخاوف والتحديات، فما من حدث أو ظرف معين سيعوقنا عن بذل أقصى ما لدينا لتحقيق مهمتنا وعن تطبيق القرار 1701، ونحن ملتزمون بالكامل ومصممون على القيام بأقصى ما لدينا بالتعاون مع القوات المسلحة اللبنانية لتوفير السلام والأمن في منطقة العمليات».
الأدميرال لوثر الذي رأى «أن مهمة القيادة الألمانية قد نجحت خلال الأشهر الـ17 التي مرت، وأن الاتحاد البحري الذي ننتمي إليه تمكن من تأمين الاستقرار في كل هذه المنطقة المتأزمة»، مضيفاً: «إننا فتحنا الطريق للقوات التي تخلفنا وسيكون لديها الكثير لتنفيذه». وأشار إلى أن اليونيفيل البحرية راقبت ليلاً ونهاراً منطقة بحرية واسعة بشكل يجعل التسلل غير ممكن، وأكد ثقته الكاملة بمهمتهم «وإن شكك فيها البعض بسبب عدم مصادرة أسلحة من قبلهم ومن قبل البحرية اللبنانية».
بعدها سلم لوثر علم الأمم المتحدة إلى الأدميرال دي بيازي الذي سيكون قائداً للقوة البحرية الأوروبية، الذي قال إنها المرة الأولى التي تستضيف «يورومارفور» علم الأمم المتحدة، وهو «فخر أن نمنح امتياز مسؤولية المحافظة على السلام. سنعمل مع البحرية اللبنانية لتنفيذ القرارين 1701 و1773، وستكون مهمة طويلة وتتطلب جهداً لإرساء بيئة أمنة في الشرق الأوسط».
واختتم اللقاء بمؤتمر صحافي عقده وزير الدفاع الألماني بحضور غراتسيانو، والسفراء الحاضرين، جدد فيه الدعم الألماني للبنان، وشكر الحكومة اللبنانية والجيش على تعاونهما، كما شكر الشعب الإسرائيلي على دعمه وثقته للوجود الألماني في قوات اليونيفيل بنسبة 73 %. وعند السؤال عن مجيء البارجة الأميركية إلى المياه اللبنانية الإقليمية. وعن دور القوات البحرية وموقفها، كان الجواب أن وجودها «لا يدخل ضمن مهام قواتنا، وهي لها مهمة ونحن لنا مهمة ولا تعاون بيننا، نحن نعمل ضمن نطاق القرار 1701 ولن نتنبأ إن كانت ستدخل المياه اللبنانية أو لا، ولهذا حديث آخر». أما الباقون فكانت أجوبتهم: «لا تعليق».