strong>أقدم ساحة عامة في البيرو
اكتُشفت ساحة عامة دائرية الشكل بنيت قبل 5500 عام في البيرو، حيث قال علماء للآثار إنها قد تكون واحدة من أقدم الأبنية التي اكتشفت حتى الآن في الأميركيتَين. وكان الفريق الألماني ــــــ البيروفي قد كشف عن الساحة، التي كانت مغطاة بمبنى أثري آخر، في الموقع الأثري الذي يعرف باسم سيشين باجو الواقع على بعد 370 كيلومتراً شمالي العاصمة ليما.
ووصف سيزار بيريس، العالِم بمعهد الثقافة الوطني في بيرو والمشرف على المشروع الاكتشاف بالـ«مهم إذ يعيد رسم تاريخ البلاد». فقبل هذا الاكتشاف، كان علماء الآثار يرون قلعة كارال أقدم الآثار في النصف الغربي من الكرة الأرضية حيث تعود الى نحو 5000 عام. وهذا ما يسمح للعلماء بالتأكّد من أن البيرو أحد ستة أماكن في العالم بدأ البشر يعيشون فيها في مدن قبل نحو خمسة آلاف
سنة.

جيوش الاحتلال وآثار العراق

تخضع الآثار الحضارية السومرية التي عاشت في جنوب العراق بين الألف الرابع والأول قبل الميلاد، اليوم لسلطة جيشي احتلال: بريطاني وأميركي. وفيما يحاول الأوّل خلق ديناميكية جديدة بين صفوفه للمحافظة على الإرث الثقافي والحضاري، فإن مراكز الثاني لا تزال تمثّل خطراً على تاريخ العراق، وخصوصاً في أور.
وكانت صحيفة «الغارديان» قد كشفت هذا الأسبوع عن محادثات قام بها مدير قسم آثار الشرق الأوسط في المتحف البريطاني، البروفسور جون كورتيس، مع الجيش البريطاني لإطلاق مبادرة جديدة تهدف إلى الحفاظ على التراث الثقافي العراقي المدمر. وتتضمن المبادرة إجراء تقويم للمواقع الأثرية لمعرفة الأضرار التي لحقت بها، وحجم السرقات التي تعرّضت لها، والتركيز على المتاحف الفارغة في جنوب العراق وأهمها متحف البصرة والمتاحف الأصغر حجماً في الكوت والعمارة وواسط والتي نُقلت مقتنياتها من القطع الأثرية إلى متحف بغداد قبل غزو التحالف عام 2003.
والمبادرة تملي على الجنود البريطانيين حماية المواقع الأثرية وتسهيل وصول الخبراء من المملكة المتحدة إلى جنوب العراق وتوفير الحماية لهم خلال تنقلاتهم على المواقع وفي المتاحف. ولا تزال هذه الخطة في مراحلها المبكرة ولم تجرِ مناقشتها مع السلطات العراقية بعد.
وأشارت الصحيفة إلى أن جون كيرتس رأى أن الأمر المشجع هو «أن الجيش البريطاني بدأ يولي اهتماماً للتراث الثقافي العراقي الذي تعرض للنهب». أما الجيش الأميركي، فهو لا يزال يستعمل موقع المدينة السومرية أور مركزاً عسكرياً له، وهذا ما يعرض الموقع لعدة أخطار. أوّلها بالطبع تنقل الجيش على الموقع من دون أي رقابة عليه من جانب السلطات العراقية، ومن ثم هناك التحرك الدائم لوسائل النقل الحربية الثقيلة جداً التي تخلق ارتجاجاً في الأرض. أضف إلى كل ذلك هجومات أفراد حركات المقاومة على المراكز العسكرية الأميركية الذين غالباً ما تخطئ صواريخهم الهدف، وبدل أن تطول الثكن وأجنحة النوم فهي تقع في الموقع الأثري. وأفادت مصادر لـ«الأخبار» سقوط اثنين من تلك الصواريخ الأسبوع الفائت على المعلم الأثري الذي يطلق عليه اسم «بيت إبراهيم النبي» وعلى منزل حارس الموقع الذي قرر مغادرة منزله بسبب تعرّضه الدائم للهجمات. والجدير بالذكر أن السلطات الأميركية لا تسمح لعلماء الآثار العراقيين بزيارة الموقع وإعطاء تقويم فعلي
للأضرار.