ديما شريف ـ عبد الكافي الصمد
كلٌّ يغنّي على ليلاه في فروع الجامعة اللبنانية في الشمال. القوى الطلابية تتنافس في إعلان مواقف عبر بيانات تنتهي على أرض الكليات لعدم اكتراث الطلاب بالدعاية السياسية التقليدية

تُعَدّ الأحداث السياسية، الداخلية والدولية، مناسبة للأحزاب والقوى السياسية للتعبير عن آرائها بشأن ما يجري. وتستغل القطاعات الطلابية والشبابية في هذه الأحزاب الفرصة كي تبرز في جامعاتها. وقد تحولت كليات الجامعة اللبنانية في الشمال، في الأسبوعين الماضيين، إلى مسرح لسباق بيانات بين مختلف القوى الطلابية الموالية والمعارضة والمستقلة.
حصار غزة، الوضع الاقتصادي والمطالب الاجتماعية المتكررة، وأخيراً أحداث الشياح، الأحد الماضي، كانت مدار بحث وعرض مواقف في بيانات صادرة عن الموالاة والحزب الشيوعي اللبناني الأسبوع الماضي، والمعارضة عبر «اللقاء الوطني للقوى الطلابية والشبابية» هذا الأسبوع، إضافة إلى إقدام جهتين معارضتين على توزيع بيانات إضافية يوم أمس.
البداية كانت مع الحزب الشيوعي الذي وزّع عبر قطاع الطلاب والشباب، مطلع الأسبوع الماضي، كاريكاتوراً للفنان ناجي العلي عن ضياع المواطنين بين الموالاة والمعارضة. وبعد أيام عدة، وزّع طلاب القطاع بيان نعي «للإمارات اللبنانية الطائفية غير المتحدة»، وعلّقوه في كليات عدة، رأوا فيه أنّ زعماء الطوائف هم أولاد هذه الإمارات، والآسفين عليها هم المقاولون حديثو النعمة الذين اغتنوا على حسابها، داعين إلى التخلص من النظام الذي يذهب بالبلد إلى المجهول. ويوزع القطاع أيضاً الاثنين المقبل رسماً كاريكاتورياً تضامناً مع غزة، وبياناً عن المواطنية. ويقول أحد مسؤولي القطاع في الجامعة، إيلي حنا، إن هناك توجهاً نحو الابتعاد في بيانات القطاع عن السياسة الداخلية وسياسات الشحن وتجاذبات 8 و14 آذار، مع التركيز على القضايا المطلبية الاجتماعية والاقتصادية، والدولة المدنية، والتشديد على القضية الفلسطينية وحصار غزة.
وكانت القوى الطلابية الموالية سبّاقة أيضاً إلى التحرك، إذ وزّعت بياناً الأسبوع الماضي بعنوان: «غزة خط الدفاع الأول عن الأمة العربية»، دعت فيه الطلاب إلى المشاركة في الاعتصام الذي تخللته شعارات مؤيدة لأحد زعماء الأكثرية إلى جانب شعارات التضامن المعتادة.
أما هذا الأسبوع، فكان دور القوى المعارضة. اللقاء الوطني للقوى الطلابية والشبابية الذي يضم القطاعات الطلابية والشبابية في أحزاب المردة، القومي، التحرر العربي، اللقاء الوطني التضامني، والمؤتمر الشعبي، وزّع بياناً استنكر فيه ما تتعرض له غزة، والحصار المفروض عليها، وذلك نهار الثلاثاء. ويقول أحد المقرّبين من اللقاء إنه كان مقرراً إقامة نشاط تضامني مع الشعب الفلسطيني، ولكن سُرّب الخبر قبل أسبوع، فعلمت به القوى الأخرى (الأكثرية) «فسبقونا وعملوا اعتصام»، ما أدى إلى إلغاء النشاط والاكتفاء بالبيان وإلى تجاذبات داخل اللقاء.
وشهدت كلية الحقوق صدور بيانين، الأول عن الحزب السوري القومي الاجتماعي، ترك صدى إيجابياً في أوساط الطلاب لجهة طريقة صياغته وتقديمه. فقد بدأ بقول عن أرض الميعاد وانتهى بشعار ضد القوى الطائفية اللبنانية. ويقول مسؤول الحزب في الكلية، مالك خوري، «إننا ركّزنا في البيان التضامني مع غزة على الخلفية العنصرية اليهودية، وخلفيات الحصار العقائدية التوجه».
أما البيان الثاني فقد صدر أيضاً عن إحدى قوى المعارضة، وهي الهيئة الطلابية في اللقاء التضامني الوطني في المنية، بشأن أحداث الأحد الماضي التي وقعت في محلّة الشيّاح. ويشدد البيان على كون لبنان وطن التعدّد الطائفي والمذهبي، وبلد التنوّع الثقافي، وضرورة صون واحترام مقوّماته من جميع أبنائه، مشيراً إلى أنّ «ما جرى في مار مخايل هو دليل إفلاس للتركيبة السّياسية الحالية، وهو جريمة بكلّ ما للكلمة من معنى، ومشروع فتنة وتقسيم». وأوضح مسؤول الهيئة، الطالب في السنة الثانية في كلية الحقوق، محمد ملص، أن «أيّ حدث يقع ضمن بلدنا نحن معنيون به، ونتوجّه إلى الطلاب من خلاله». وأكد «أننا حرصنا على صياغة البيان بلغة سياسية رفيعة، حافظنا فيها على مستوى معين، وهي جزء من أدبياتنا السّياسية».