فداء عيتاني
صار مطلب قوى الأكثرية اليوم «إنقاذنا من الفراغ»، بعدما كان هناك وعد أطلق في مرحلة 14 آذار من عام 2005 ببناء وطن يستجيب تطلعات مواطنيه.
أصبحت كل شعارات قوى الأكثرية ترداداً مملًّا للكليشيهات ذاتها، وجميع ما تأتي به اليوم هو التأكيد على مواقفها. غابت القدرة على ابتكار حلول أو حتى تقديم وعود وترك مخيلة المواطنين تسرح في أحلام يقظة. كل ما يمكن أن تقدمه قوى الأكثرية هو الشتائم والتكرار، وحتى عندما يستنفرها أبغض أعدائها: وزير الخارجية السوري، فإنها لا تملك إلا تعداد لائحة الشتائم نفسها وإعادة تكرار روايتها لما جرى وما كان.
لا جديد لدى قوى الموالاة إلا شراستها في الدفاع عن اتفاق الطائف، الذي قسم بين الطوائف أرزاقها وآلية نهب البلاد على أيدي زعماء لم يعرفوا الرحمة في أزمنة الحرب الأهلية ولا في أزمنة السلم. والدفاع عن صيغة الحكم أثبت عام 1975 أنه افضل مدخل للحروب، ما دامت العلة هي في حكم الطوائف.