القاهرة ــ خالد محمود رمضان
توقّعت مصادر عربية واسعة الاطّلاع، أن تمارس السعودية ومصر ضغطاً على سوريا، خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي سيعقد الأحد في القاهرة، وستطالبانها بـ«مرونة وتنازلات أكبر» لإمرار الانتخاب الرئاسي وإنهاء الأزمة في لبنان.
وكشفت هذا المصادر أن أبرز الضغوط سيكون ربط مستوى التمثيل المصري والسعودي في القمة العربية التي ستعقد في دمشق نهاية آذار المقبل، بمدى التعاون السوري في موضوع لبنان.
وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، قد رأى أمس أن الاجتماع الوزاري الاستثنائي سيمثّل فرصة مهمة لنقاش موسع بشأن كيفية دعم الفرقاء اللبنانيين من أجل التوصل إلى انتخاب رئيس جديد.
وأوضح أن الدعوة المصرية ــــــ السعودية لعقد هذا الاجتماع «جاءت من منطلق المسؤولية العربية إزاء تدهور الأوضاع الداخلية في بلد عربي شقيق يمكن أن يمثّل نموذجاً إيجابياً مهماً في التعايش بين الطوائف والأديان في المنطقة، ولا ينبغي السماح لأيّ تجاذبات داخلية أو خارجية بتعريضه للانفجار أو المشاكل».
ولفت الى أن الاشتباكات التي وقعت عشية رأس السنة في عدد من شوارع بيروت «عكست هشاشة الوضع وتأجّج المشاعر بين الأطراف اللبنانية».
وإذ ذكر أن الاهتمام المصري بالشأن اللبناني «هو اهتمام أصيل ومستمر ويستهدف الحفاظ على استقرار لبنان وعلى مكتسباته الدستورية تأسيساً على اتفاق الطائف»، قال إن مصر «تشعر بالقلق إزاء الفراغ الحاصل حالياً في منصب رئيس الجمهورية نظراً لما يمكن أن يكون له من تداعيات سلبية على الأمن والسلم الأهلي».
وشدد على أن انتخاب رئيس جديد «يعدّ أولوية قصوى في المرحلة الحالية وينبغي أن يتكاتف الجميع ، وفي مقدمتهم العرب، لمساعدة اللبنانيين على إنهاء هذا الاستحقاق، وخصوصاً أنه لا اعتراضات حقيقية أو جادة على شخص المرشح المقترح من الأكثرية».
ورأى أنه بعد الانتخاب الرئاسي يمكن الحديث «في الأمور الأخرى التي تشغل بال السياسيين اللبنانيين، بما يمكن أن يطور من الممارسة السياسية في لبنان وفي إطار احترام أحكام الطائف».
وقال أبو الغيط إن الاجتماع الوزاري العربي يمكن أن يمثّل أيضاً فرصة جيدة لمراجعة وتقويم الأوضاع الخاصة بفلسطين وتبادل الآراء في شأن التفاوض الفلسطيني ـــــــ الإسرائيلي وتقديم الدعم الذي يحتاج إليه الجانب الفلسطيني.
من جهته، قال مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية هشام يوسف إن استمرار التأجيلات المرتبطة باستنفاد الاستحقاق الرئاسي أصبح يمثّل قلقاً شديداً للدول العربية.
ونفى أن يكون هدف التحرك العربي الضغط على سوريا، قائلاً: «هذا الاجتماع موجّه لخدمة الشعب اللبناني ولدفع المصالح اللبنانية وبحث سبل تحقيق الأمن والاستقرار فى لبنان، وليس موجهاً إلى أي طرف».
وأكد أن التفاهم في لبنان ما زال ممكناً وأن الجهود مطلوبة لمساعدة اللبنانيين على الخروج من الأزمة، مشيراً إلى تحقيق «بعض التقدم» خلال الأسابيع الأخيرة عندما جرى التوافق على ترشيح قائد الجيش.
ورأى أن هناك «فرصة» للتوصل إلى تفاهم على العديد من المسائل المطروحة على الساحة اللبنانية، مشدداً على أهمية إنقاذ لبنان من أزمته الحالية. وذكر أنه سيزور بيروت كموفد خاص لعمرو موسى بعد الاجتماع الوزاري العربي.
وعلى صعيد المشاركين، ذكرت مصادر الجامعة العربية أن كلّاً من الكويت ومصر والسعودية وسلطنة عمان والبحرين والأردن وجيبوتي والجزائر وفلسطين، أبلغت بمشاركتها على مستوى وزراء الخارجية، مشيرة إلى أن ردود باقي الدول في شأن مستوى التمثيل ستتواصل خلال الساعات المقبلة.
وسيجري موسى سلسلة من المشاورات مع عدد من المشاركين بهدف تنسيق المواقف والتشاور بشأن جدول أعمال الاجتماع. ومن المقرر أن يعقد وزراء الخارجية اجتماعاً مساء غد لبحث تطور الأوضاع على الساحة العربية، وخصوصاً على المسار الفلسطيني الإسرائيلي وشكل الرسالة التي سيبعث بها الوزراء إلى الأميركيين خلال زيارة الرئيس الأميركى جورج بوش للمنطقة.