باريس ـ بسّام الطيارة
أكدت مصادر فرنسية رسمية أن المبادرة الفرنسية لحل الأزمة السياسية في لبنان لم تنته، وإن كان الجمود يخيّم عليها في الوقت الراهن. وشددت المصادر على أن باريس ما زالت «مستعدة لتأدية دور في تسهيل إيجاد حل».
ورداً على سؤال لـ«الأخبار» عن المطلوب حصوله لتعود فرنسا إلى تأدية دورها المحوري، قالت المصادر: «إشارة من اللبنانيين»، مؤكدة «أن باريس مستعدة للعودة إلى هذا المسار والعمل عليه إذا طُلب منها ذلك». وترفض مصادر أخرى قريبة من الملف اللبناني القول ما إذا كان «قطع العلاقات السياسية مع دمشق واتهامها بعرقلة الحل» هو ما هدد مراراً وزير الخارجية برنار كوشنير بفعله، قبل أسابيع، حين لوّح «بفضح المعرقلين». وفيما يقول البعض إن «المسؤولية مشتركة بين الأفرقاء كافة»، يرفض المصدر المسؤول في الخارجية تحديد المسؤولية، ويكتفي بالحديث عن «الفارق بين ما كان السوريون يعدون بفعله وعدم ترجمته نتائج على الأرض اللبنانية»، مشيراً إلى شعور المسؤولين الفرنسيين بـ«فقدان حسن النية» في التعامل السوري.
ورغم نفي وجود وثائق مكتوبة عن التفاهمات بين الفرنسيين والسوريين، إلّا أن مصدراً مطّلعاً يقول إن «الجميع يتحدث عن أوراق ولكنها كلها لا قيمة لها». ويوضح، بعد أن يميّز بين «الورقة اللبنانية» والورقة «الفرنسية ـــــ السورية»، أنها «أوراق شبيهة بمحاضر اللقاءات» تتغير بعد كل لقاء، وهي شبيهة بـ«مونيتورينغ بابر».
وفي ظل هذه الأجواء الساخنة لبنانياً والباردة على خط باريس ـــــ دمشق، كيف الخروج من المأزق؟ يقول المصدر المسؤول: «إن دينامية مسار الحل، التي أطلقها كوشنير وتابعها رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري بمبادرته، قد جُمّدت، والمطلوب خلق ما يسهّل إعادة انطلاقها»، وفي انتظار هذا التحرك الذي ترى فرنسا أنه يجب أن يأتي من «الباب السوري»، تبقى العلاقات السياسية بينها وبين دمشق مقطوعة.
ورداً على سؤال لـ«الأخبار» عما إذا كان قطع العلاقات السياسية مع دمشق يعني الكفّ عن التفاوض بشأن لبنان فقط أم أنه يشمل العلاقات الفرنسية السورية، أجابت الناطقة الرسمية باسم الخارجية باسكال أندرياني بـ«أنه لا يوجد إعادة نظر في علاقاتنا الدبلوماسية مع دمشق»، وأن «التواصل على المستوى السياسي بين بلدينا انتهى إلى أن تُظهر سوريا حسن نيتها ويُنتخب رئيس للبنان على أساس التوافق الواسع».
ورفضت الأوساط الدبلوماسية التعليق على استقبال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للنائب سعد الحريري يوم الثلاثاء المقبل، وما إذا كانت الزيارة «بروتوكولية» أم أنها تدخل ضمن التوجّه الجديد للدبلوماسية الفرنسية. إلّا أن خبيراً قريباً من الملف يشير إلى عودة زيارات الأكثرية إلى الإليزيه، موضحاً أن إمساك جان دافييد ليفيت بزمام الاستراتيجية الدبلوماسية يُعدّ إشارة إلى «عودة» السياسة الفرنسية المتعلقة بلبنان، بعد فترة «القطيعة»، إلى عهد المسار الشيراكي، رغم انزعاج القيّمين على الملف اللبناني من استعمال «كلمة عودة»، التي ترى فيها الأوساط المقرّبة من ساركوزي اعترافاً بالخطأ.