نادر فوز
الأزمة اللبنانية مجدداً على طاولة محادثات أجنبية، وسيكون مكان الطاولة المستديرة هذه المرّة العاصمة المصرية، حيث سيجتمع وزراء الخارجية العرب. ورغم هذا التحرك العربي الجديد، تبدو أجواء قوى المعارضة غير مطمئنة وغير متفائلة بما يمكن أن يخرج به المجتمعون في القاهرة، نظراً إلى طبيعة الدعوة التي انحصرت بحكومة الرئيس السنيورة والفريق الموالي له، إضافةً إلى عدم تحديد برنامج لما سيناقشه العرب في ما يتعلق بلبنان.
أصرّ عضو كتلة الوفاء للمقاومة، النائب حسين الحاج حسن، على اعتبار الوفد المتوجه إلى القاهرة غير ممثل للشعب اللبناني بما أنّ «الدعوة وجّهت إلى الحكومة غير الشرعية وغير الدستورية»، مضيفاً أنه مطلوب من الوزراء العرب اتخاذ موقف محايد للقيام بأدوار الوسطاء، وعليهم «رؤية القضايا بعينين والتعاطي بإيجابية مع كل الأطراف وليس فقط مع قوى 14 (آذار)»، وأنه إذا غابت هذه الشروط فستكون المبادرات والوساطات العربية عبارة عن «صبّ الزيت على النار».
وأكّد الحاج حسن أنّ الوضع اللبناني لا يمكن الحديث عنه من وجهة نظر متفائلة أو متشائمة، «بل في إطار الحقائق السياسية، أي في مدى ارتباط قرار الأكثرية النيابية بالموقف الأميركي المعطِّل والمانع للحلول».
أما وزير الخارجية المستقيل، فوزي صلّوخ، فقد برّر قرار رئاسة الحكومة بتأليف الوفد الممثل للبنان في معزل عنه بكون «الطائف أعطى الوزراء وظيفتين، الأولى تخصّ دورهم السياسي التقريري، والثانية دورهم الإداري»، لافتاً إلى أنّ دوره كوزير مستقيل ينحصر في الوظيفة الثانية عبر تصريف الأعمال. وأكد صلّوخ أن المؤتمر العربي كان يتطلّب عملاً جدياً أكبر لإنجاحه، سواء على صعيد الزيارات التحضيرية له أو إعداد جدول الأعمال. وفي شأن برنامج هذا اللقاء، نفى صلّوخ وجود أي تقرير «شامل أو واسع لمناقشته في المؤتمر، فسيُجرى بعض المشاروات بين الوزراء خلال حفل العشاء» الذي دعا إليه الطرف المنظّم. واستنكر صلوخ اشتمال الوفد اللبناني على شخصيات من خارج وزارة الخارجية، رغم «وجود طاقات دبلوماسية وسياسية مهمة في الوزارة».
الموقف المتشائم نفسه عبّر عنه عضو كتلة التغيير والإصلاح، النائب سليم عون، إذ أشار إلى أنه لا يمكن انتظار الحلول من الخارج، ما دام الاستعداد لمناقشة الأمور في الداخل غير متوافر. ورأى عون أن المؤتمر المقبل لن يتوصل إلى نتيجة، مؤكداً عدم شرعية الوفد اللبناني، مشيراً إلى ضرورة تكريس الثوابت الوطنية التي نصّ عليها الدستور وتطبيقها، «لردّ الحقوق إلى أصحابها»، وأوّلها إعادة منصب رئاسة الجمهورية إلى المسيحيين.
أما الموقف الأكثر تشاؤماً فأطلقه عضو جبهة العمل الإسلامي ورئيس مجلس قيادة حركة التوحيد الإسلامي، الشيخ هاشم منقارة، الذي قال إنّ ممثلي الدول العربية «لم يحققوا أي انتصار حقيقي لمصلحة الأمة منذ النكسة»، مؤكداً الانتصارات التي حققتها حركات المقاومة، وكان آخرها خلال عدوان تموز. وأكّد منقارة أنّ اجتماعات كهذه مطلوبة، إلا أنّ «وجود أنظمة مرتبطة ومتعاملة مع العدو الغاصب «يعوق أي مبادرة أو تحرّك إنقاذي عربي». وعن مستقبل الأزمة اللبنانية، قلّل منقارة من شأن «الزكزكات الداخلية الضيّقة»، وقال إن مقياس التفاؤل أو التشاؤم إنما هو «استمرار عمل المقاومة وإعادة الحقوق إلى أصحابها».