ثائر غندور
ينقل نائب أكثري يعيش في بيروت عن بعض أهل العاصمة أنهم جاهزون للدفاع عن أنفسهم «ضد أي اعتداء، وهم يقولون له «لا تظنّ أننا سنسكت بل سندافع».
يبدو أن هذا هو واقع الشارع الأكثري، الذي يعتبر أن زعماءه وقعوا في الضعف عندما لم يقدموا على الانتخاب بالنصف زائداً واحداً. أما على الصعيد السياسي، فإن مؤتمر وزراء الخارجية العرب المنوي عقده في القاهرة، يحمل وعوداًسعوديّة ـــــ مصريّة للأكثريّة بممارسة ضغوط على سوريا لدفعها إلى الموافقة على انتخاب رئيس للجمهورية قبل التوافق على الحكومة وباقي الشروط التي تضعها المعارضة.
ويتحدّث النائب الطرابلسي في تيّار المستقبل مصطفى علّوش عن لقاء قد يُعقد بين وفد من قوى 14 آذار والسفير المصري في لبنان أحمد البديوي لوضعهم في صورة الضغط الذي ستمارسه دولته على سوريا.
بدوره، يرى وزير التربية والتعليم العالي خالد قبّاني أن جامعة الدول العربيّة هي صاحبة الحقّ الأول في نقاش القضية اللبنانيّة لأنها قضية عربيّة، «ويهمّنا حكومةً ولبنانيين أن يأتي الحلّ من جامعة الدول العربية لأنها الأكثر معرفة بحاجات لبنان».
ويأمل قبّاني أن يأتي لقاء وزراء الخارجيّة بنتائج إيجابية «حتى يعود الوفاق وننتخب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهوريّة، ونشكّل حكومة وحدة وطنيّة تأخذ على عاتقها حلّ المشكلات السياسيّة والاقتصاديّة».
كذلك نائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي دريد ياغي، فهو يأمل أن يستطيع الاجتماع العربي إيجاد حلٍ للمشكلة اللبنانيّة. وفي رأيه أن الحلّ العربي هو الأفضل لأنه يُنتج حلولاً للبنان وحلولاً عربيّة ـــــ عربيّة. لكن ياغي ينفي وجود معطيات بين يديه عن حقيقة النقاش الذي سيتم، رغم أن «موقف مصر والسعوديّة والأكثرية اللبنانيّة معروف».
ويرى أنه مطلوب أن يُسمح للبنان بإنتاج حلّ لبناني ـــــ لبناني بعيد عن التدخلات الخارجيّة، أجنبيّة كانت أم عربيّة. ويتأسّف على غياب لبنان عن أداء دوره القديم لولباً للحركة الدبلوماسيّة العربيّة، ويلفت إلى أن استمرار الأزمة في العراق وتفاقمها في لبنان، سوف يصرفان نظر العرب عن القضيّة الفلسطينيّة. ويدعو إلى حلّ الأزمة اللبنانيّة في سبيل التفرّغ للقضية الفلسطينيّة.
ويتأسّف ياغي للأصوات التي بدأت تعلو ضد اجتماع الوزراء العرب، داعياً إلى حرص لبناني على الموقف العربي.
ويقول سياسي أكثري إن اجتماع القاهرة لن يصل إلى نتيجة، ويذكّر بالاجتماع الذي عقد في القاهرة يوم 15 تمّوز 2006 بعد بدء الحرب الإسرائيليّة على لبنان، وانقسم الوزراء حينها فريقين: الأول حمّل حزب الله مسؤولية التدهور ووصف أعماله بأنها «غير مسؤولة» وضم: السعودية، الأردن، مصر، الإمارات، تونس، البحرين، الكويت، العراق والسلطة الفلسطينية، والآخر رأى ضرورة دعم المقاومة اللبنانية وضمّ حينها كلّاً من سوريا ولبنان والجزائر واليمن والسودان وقطر. ويستدلّ هذا السياسي من تلك الواقعة على أن العرب غير قادرين على اتخاذ قرار موحّد بل هم مرآة لقرارات يتخذها غيرهم.